وبينما هو في ذلك إذ رأى الستار يتحرك، وإذا بجوهر خارج من ورائه، فلما رآه فرح بمجيئه وتوقع أن يسمع منه شيئا جديدا، فأشار إليه، فتقدم وهمس في أذنه: «إن الغيرة كادت تقتلها!»
ففهم أنه يعني الزهراء فقال: «ماذا فعلت؟»
قال جوهر: «لم تتمالك أن تنحنحت للناصر لتزجره عما أظهره من الإعجاب والخفة.»
فضحك سعيد وقال: «لا بد أنك ساعدت في إثارة تلك الغيرة، طبعا، وأخيرا ماذا ترى؟»
قال جوهر: «إني أثرت غيرتها وأوحيت إليها أن إتقان غناء عابدة سيقدمها عليها لدى الخليفة، وأشرت عليها أن تتقن الغناء.»
قال سعيد: «على من؟»
قال وهو يتطاول ليهمس في أذن سعيد: «ستطلب من الخليفة أن يكلفك بتعليمها غناء بغداد.»
فظهر البشر على وجه سعيد، وقال: «وهل تظنه يقبل؟»
قال جوهر: «إذا طلبت ذلك إليه أذعن لها، فهو طوع إرادتها؛ ألم تر مبلغ تأثير تلك النحنحة فيه وهو في إبان طربه؟»
قال سعيد: «لقد أحسنت يا جوهر، بورك فيك، طالما توقعت منك المهارة والذكاء. إني أسمع صوت مفتاح في باب، وأسمع وقع خطوات، لعل الخليفة قادم، امض.»
Halaman tidak diketahui