فأطرق ياسر لحظة وقال: «صدقت، صدقت، إنك رجل حكيم. قد أصبت الحقيقة، عرفت الآن سبب هذا التغيير.»
قال سعيد: «لا أعجب إذا عرفته أنت الآن، وأنا عرفته منذ أيام.»
قال ياسر: «ما هو؟»
قال سعيد: «السبب يرجع إلى الشخص الذي أنت سبب نعمته. نسي الآن فضلك عليه فناصر أعداءك.»
قال ياسر: «أنت تعني الزهراء صاحبة المقام الأول عند أمير المؤمنين، وهي ليست بريئة من هذه التهمة، لكنها أطاعت تماما الخبيث، فذكرتني ببرود عند الخليفة ففترت رغبته في، وإن كان لا يزال يظهر رضاءه عني، ولكنني أعلم كيف أنال منهما. دعنا الآن من ذلك وأخبرني عما جئت من أجله.»
قال سعيد: «ألم تأخذ الكتاب؟»
قال ياسر: «نعم، لكنه كتاب إلى أمير المؤمنين لم أفتحه.»
قال سعيد: «هو من الأمير عبد الله أرسله مع هذه الجارية إلى أبيه.»
قال ياسر: «أرسلها هدية له؟»
قال سعيد: «برغم إرادته. وكانت هذه الجارية عندي، وهي جارية منادمة وأدب، فرغب الأمير إلي أن أتركها له وأكون معها في قصره، أرتب خزائن كتبه، فأطعته، فلما سمع ولي العهد بخبرها كتب إلى أخيه أن يرسلها فلم يرض، فشكاه إلى أبيه، فبعث الناصر يطلبها لنفسه، فلم يسع الأمير عبد الله إلا الطاعة، ولكنه كتب إليه هذا الكتاب يرجوه فيه أن يعيدها إليه بعد أن يراها، ولا أظنه يفعل.»
Halaman tidak diketahui