فخرج صاحب الستارة وأشار إلى الهنود، فنهضوا ومشوا حتى مروا بالكلاب في الدهليز فساقوها معهم، وسار بعض الغلمان بهم إلى خارج الدار وقد سبق أحدهم إلى السباع فأمره بإخراج أسد عظيم فأخرجه، وجاءوا به إلى ساحة أطلق فيها الكلاب القلعية، ورأى إسماعيل الأسد يخطر ويزأر، مما يؤكد أنه سيمزق الكلاب إربا إربا، فإذا هي قد مزقته، ورأى الرشيد ذلك من الروشن فأرسل إلى الوفد أن يعودوا إلى الإيوان كما كانوا، فعادوا وعاد إسماعيل وهو يستغرب مما رآه من الكلاب، فلما عادوا قال الرشيد للوفد: «من أين لكم هذه الكلاب؟ ومن أي جنس هي؟»
قالوا: «هي كلاب سيورية تعيش في بلادنا لا شبيه لها في العالم.»
فقال: «هذه أحب أن أحفظها. فتمنوا مقابل هذه الكلاب ما شئتم من طرائف بلدنا.»
قالوا: «لا نتمنى سوى السيف الذي قطعت به سيوفنا.»
فقال لهم: «لا يجوز في ديننا أن نهدي إليكم السلاح، ولولا ذلك ما بخلنا به عليكم، ولكن تمنوا غير ذلك ما شئتم.»
قالوا: «لا نتمنى سواه.»
فقال: «لا سبيل إليه.» ثم أمر لهم بتحف كثيرة، وأحسن جائزتهم، وانصرفوا
3
وفي نفوسهم رهبة من هيبة الخلافة.
الفصل التاسع والثلاثون
Halaman tidak diketahui