سنية، ثم بلغ مولانا الرشيد من بعض العارفين أن الرجل لا يزال عازما على الخروج.»
فقطع الأمين كلامها وقال وهو يهز رأسه: «نعم، إنه ما يزال على سوء قصده، وهل تصفو قلوب أولئك العلويين لنا بعد أن بلغ العداء بيننا وبينهم إلى هذا الحد؟ ولا قلوبنا تصفو لهم.»
فقال جعفر: «ومن أدرانا أن الفضل لم يتواطأ مع صاحبه يحيى العلوي سرا على أمور تقضي بالتريث حينا إلى أن يخرجوا علينا جميعا؟»
فقال الفضل: «وهذا الذي فكر فيه أمير المؤمنين على ما يظهر؛ لأنه بعد أن أعطاه العهد عاد فأفسده كما ستسمعون.»
فأتمت الجارية كلامها وهي تنظر إلى الأمين: «نعم. إن مولانا الرشيد أفسد ذلك العهد - لا أدري لأي سبب - ولكنني علمت أن آل الزبير وشوا بذلك العلوي، فأمر أمير المؤمنين بالقبض عليه وحبسه. وأنتم تعتقدون الآن أنه في الحبس.»
فاستغرب الأمين قولها وقال: «لا بد من أن يكون هناك.»
قالت وهي تبتسم: «كلا يا مولاي. إنه الآن في طريقه إلى أهله.»
فصاح الأمين: «ماذا تقولين؟ ومن أطلقه؟»
قالت: «أطلقه الوزير جعفر.»
فقال: «وكيف ذلك؟ ما هذه الجرأة؟»
Halaman tidak diketahui