28

Taman Para Penceramah dan Kebun Para Pendengar

بستان الواعظين ورياض السامعين

Penyiasat

أيمن البحيري

Penerbit

مؤسسة الكتب الثقافية-بيروت

Nombor Edisi

الثانية

Tahun Penerbitan

١٤١٩ - ١٩٩٨

Lokasi Penerbit

لبنان

Genre-genre

Sastera
Tasawuf
فَمثل لنَفسك صَوت انشقاقها فِي سَمعك وَكَيف يثبت لَهُ فُؤَادك ويستقر لفظاعة هوله قدمك فَقدم فِي أَيَّام حياتك مَا يقيك تِلْكَ الْأَهْوَال لِأَن الْخلق فِي أهوال يَوْم الْقِيَامَة على قدر أَعْمَالهم فِي الدُّنْيَا من خير وَشر فَمن عمل صَالحا وَخَافَ من ربه وَخَافَ من هول ذَلِك الْيَوْم آمنهُ مَوْلَاهُ من جَمِيع أهواله وكروبه وَمن لم يقدم فِي دُنْيَاهُ عملا صَالحا لأخراه لَقيته صعاب الخطوب وترادفت عَلَيْهِ الهموم والكروب فيندم حِين لَا تَنْفَعهُ الندامة إِذا حل فِي أهوال الْقِيَامَة
٥٢ - الْأَمْن وَالْخَوْف
رُوِيَ عَن رَسُول الله ﷺ أَنه قَالَ (يَقُول الله ﵎ إِذا خافني عَبدِي فِي الدُّنْيَا آمنته يَوْم الْقِيَامَة وَإِذا آمنني فِي الدُّنْيَا أخفته يَوْم الْقِيَامَة) فَإِذا انشقت السَّمَوَات بلغت الْقُلُوب الْحَنَاجِر وأيقن كل عبد وَأمة أَنه قادم على مَا عمل فِي الظَّوَاهِر والسرائر إِذا انشقت السَّمَاوَات عظمت المصائب وَكَثُرت النوائب وَنَدم العَبْد على مَا فرط فِي الدُّنْيَا وضيع من الثَّوَاب والرغائب
فَإِذا انشقت السَّمَاوَات عظمت الرزيات وَكَثُرت الْآفَات وَظهر الْعَذَاب وحلت الْعُقُوبَات وَأظْهر الله مخبآت السريرات وَنَدم العَبْد الْمَغْرُور على مَا أذْنب فِي الْأَيَّام والأوقات وَمَا جنى فِي الشُّهُور والساعات
فَإِذا انشقت السَّمَاوَات كثرت الأحزان وبرزت النيرَان وأزلفت الْجنان وَنَدم العَاصِي على مَا عمل من الْعِصْيَان وعَلى مَا فرط فِيهِ من طَاعَة الرَّحْمَن فانتبهوا لهَذِهِ الْأَهْوَال يَا معشر الأخوان يَا أهل الْإِسْلَام وَالْإِيمَان فَإِن الهول وَالله عَظِيم والخطب كَبِير جسيم
٥٣ - مَلَائِكَة سَمَاء الدُّنْيَا
فَإِذا انشقت السَّمَاوَات وتقطعت وَنزلت الْمَلَائِكَة بأجمعها فَإِذا نزلت مَلَائِكَة سَمَاء الدُّنْيَا فزع مِنْهُم أهل الأَرْض وظنوا أَنهم قد أَمر فيهم بِأَمْر فَتَقول لَهُم مَلَائِكَة سَمَاء الدُّنْيَا لَا تجزعوا منا فَإنَّا نَخَاف من الَّذِي تخافون وَتَكون مَلَائِكَة سَمَاء الدُّنْيَا أَكثر من أهل الأَرْض إنسها وجنها وأنعامها وطيرها ووحشها وَجَمِيع مَا خلق برهَا وبحرها سبعين ضعفا فَتبقى الْعباد يموج بَعضهم فِي بعض

1 / 37