249

Taman Para Penceramah dan Kebun Para Pendengar

بستان الواعظين ورياض السامعين

Editor

أيمن البحيري

Penerbit

مؤسسة الكتب الثقافية-بيروت

Nombor Edisi

الثانية

Tahun Penerbitan

١٤١٩ - ١٩٩٨

Lokasi Penerbit

لبنان

Genre-genre

Sastera
Tasawuf
وَالنَّفقَة فِيهِ فِي غير الله متلوفة
فَإِذا كَانَ هَذَا الْيَوْم تخلف فِيهِ النَّفَقَات فَأولى أَن تغْفر فِيهِ الخطيئات وتتضاعف فِيهِ الْحَسَنَات وينجي الله فِيهِ الْمُؤمنِينَ من الْعَذَاب والعقوبات يَوْم تبدل الأَرْض غير الأَرْض وَالسَّمَوَات وَتظهر فِيهِ السرائر والخفيات
وأنشدوا
(يَا جَامع المَال يَرْجُو أَن يَدُوم لَهُ ... كل مَا اسْتَطَعْت وَقدم للموازين)
(وَلَا تكن كَالَّذي قد قَالَ إِذْ حضرت ... وَفَاته ثلث مَالِي للْمَسَاكِين)
رُوِيَ أَن النَّبِي ﷺ سُئِلَ أَي الصَّدَقَة أفضل فَقَالَ (أَن تَتَصَدَّق وَأَنت صَحِيح حَرِيص شحيح تَأمل الْعَيْش وتخشى الْفقر وَلَا تمهل حَتَّى إِذا بلغت الْحُلْقُوم قلت لفُلَان كَذَا وَلفُلَان كَذَا
٤٠٨ - من خلف ثروة لبيت المَال
ذكر أَن رجلا مَاتَ بِالْمَدِينَةِ من أهل الْيمن وَخلف مَالا كثيرا فَأخْبر بِخَبَرِهِ رَسُول الله ﷺ فَقَالَ هَل من وَارِث فَقَالُوا لَا يَا رَسُول الله فَقَالَ ﷺ (من لَا وَارِث لَهُ فَمَاله لبيت مَال الْمُسلمين) فَأمر رَسُول الله ﷺ أَن يحضر المَال فَيَجِيء بِالْمَالِ إِلَى الْمَسْجِد فَوضع حَتَّى غَابَ رَسُول الله ﷺ من الْجَانِب وَغَابَ النَّاس من الْجَانِب الآخر من حلي وَذهب وورق وَثيَاب
فَقَالَ رَسُول الله ﷺ (ارْفَعُوا المَال إِلَى بَيت مَال الْمُسلمين) فَرفع كَمَا أَمر رَسُول الله ﷺ فَالْتَفت عبد الله بن عمر ﵁ فِي الْمَسْجِد فَوجدَ فرْصَة من ذهب فِيهَا قِيرَاط فَقَالَ يَا رَسُول الله هَذِه من ذَلِك المَال فَأَخذهَا رَسُول الله ﷺ ووضعها فِي كَفه وَجعل يقلبها فِي يَده ثمَّ قَالَ ﷺ (لَو تصدق بهَا فِي حَيَاته حِين كَانَ صَحِيحا شحيحا يأمل الْعَيْش ويخشى الْفقر كَانَت أحب إِلَيْهِ من هَذَا المَال كُله يُعْطي من بعده فِي سَبِيل الله فَالله الله عباد الله اسمعوا صَوَاب الْمقَال وَبَادرُوا إِلَى حسن الفعال وَلَا تغتروا بالعز وَالْمَال
فَإِن المَال يذهب وَالدُّنْيَا تخرب ونفسك تَمُوت والمرد غَدا إِلَى الْحَيّ الدَّائِم الْبَاقِي الَّذِي لَا يَمُوت وَاعْلَم يَا أخي أَنَّك مُرْتَهن بِالذنُوبِ وَأَنت محاسب مَطْلُوب مسئول بَين يَدي علام الغيوب فاستعد للسؤال وتهيأ للجدال فِي يَوْم تشيب فِيهِ الرؤوس وتضيق من فظاعة هولة النُّفُوس ذَلِك يَوْم هائل عبوس
يَوْم تضع فِيهِ الْحَوَامِل أحمالها وتزلزل الأَرْض زِلْزَالهَا وَتخرج

1 / 258