ذلك في حرب كانت.
وقال الشاعر:
وتيم غداة الكوم أدبر مقبلا ... وأقبل إقبال اللّيوث الضراغم [١]
كأنّه رماهم وهو مولّ، كما يحكون ذلك عن الأتراك [٢] . فردّ عليه الآخر وقلب الكلام وقال:
وتيم غداة الكوم أقبل مدبرا ... وأدبر إدبار المخضّبة الزّعر [٣]
وذكر آخر فقال:
وصادف سيف الجعد أخمص رجله ... فعاد دريم الكعب يمشي على العصا [٤]
ولما أهوى قرن أبي الزبير إليه بالسّيف سقط على قفاه ورفع رجليه
[١] كذا وردت «الكوم» مضبوطة في الأصل بالضم، ولعله اسم موضع.
[٢] انظر مناقب الترك في رسائل الجاحظ ١: ٤٦، ٨٣.
[٣] المخضبة: التي احمرت سوقها، والمراد هنا النعام يقال للظليم خاضب، ومنه قول ذي الرمة:
أذاك أم خاضب بالسّيّ مرتعه ... أبو ثلاثين أمسى وهو منقلب
والزعر: القليلات الريش، وهو مما توصف به قوائم الظليم، ومنه قول علقمة الفحل (الحيوان ٤: ٣٦٦) .
كأنها خاضب زعر قوائمه ... أجنى له باللّوى شرى وتنّوم
وفي الأصل «المحصة الذعر» ووجه قراءته ما أثبت.
[٤] أخمص الرجل: ما دخل من باطن القدم فلم يصب الأرض. دريم، من درم الكعب، وهو استواؤه أو لعلّه أو لسمن.