62

Burhan

البرهان في علوم القرآن للإمام الحوفي - سورة يوسف دارسة وتحقيقا

Genre-genre

المبحث الثالث: مصادر المؤلف في الكتاب يتبين للقارئ المتخصص الذي يتابع أقوال الحوفي، ونقوله، أن مصادر كتابه واضحة، جلية، وكأنه وضع هذه المصادر بين يديه لا يتعداها إلى غيرها. وأستطيع أن أقول: إن الحوفي قد اعتمد على كتب كثيرة، ومصادر متنوعة في فنون مختلفة، وبيان ذلك على النحو التالي: أولا: الكتب التي اعتمد عليها في المعاني والإعراب: ١ - معاني الإعراب للزجاج: ومن أمثلة ذلك قول الحوفي عند إعراب قوله تعالى: ﴿أَحْسَنَ مَثْوَايَ﴾: يقول أحسن منزلتي، وأكرمني وائتمنني فلا أخونه، قال: وقال الزجاج (١): يجوز أن تكون الهاء لله ﷿، أي: أن الله ربي أحسن مثواي في طول مقامي. وكذا أيضا قال عند إعراب قوله تعالى: ﴿قُرْآَنًا﴾ نصب على الحال (٢) أي: مجموعا. ٢ - إعراب القرآن للنحاس: ومن أمثلة ذلك قول الحوفي عند إعراب قوله تعالى: ﴿قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ﴾: دخلت ألف الاستفهام على "إنك" يقرأ بالاستفهام، وعلى الخبر (٣). ٣ - معاني القرآن للفراء: ومن أمثلة ذلك قول الحوفي عند إعراب قوله تعالى: ﴿وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ﴾، ﴿مَا﴾ في موضع رفع بالابتداء، ﴿وَمِنْ قَبْلُ﴾ الخبر، ويكون ﴿مَا فَرَّطْتُمْ﴾ بمنزلة التفريط أي: ﴿وَمِنْ قَبْلُ﴾ تفريطكم في يوسف، ويكون ﴿وَمِنْ﴾ متعلقة بالاستقرار، و﴿قَبْلُ﴾ مبني لأنه غاية والتقدير: ﴿وَمِنْ قَبْلُ﴾ هذا تفريطكم، ويجوز أن تكون ﴿مَا﴾ زائدة، ويكون التقدير:

(١) ينظر قسم التحقيق، ص ١٦٨. (٢) ينظر قسم التحقيق، ص ١٠٨. (٣) ينظر قسم التحقيق، ص ٣٠٤.

1 / 61