202

Burhan

البرهان في علوم القرآن للإمام الحوفي - سورة يوسف دارسة وتحقيقا

Genre-genre

أن تأذن لي فأخرج وأعتذر، وإما أن تحبسه كما حبستني، فذلك قول الله ﷿: ﴿ثُمَّ بَدَا لَهُمْ﴾ الآية وقيل: الحين معني به: سبع سنين: قاله عكرمة (١).
وقوله تعالى: ﴿وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ﴾ أي: دخل مع يوسف السجن فتيان، وفي الكلام حذف، والتقدير: ﴿ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ﴾، فسجنوه فأدخلوه السجن ودخل معه فتيان، وكان الفتيان فيما ذُكر غلامين من غِلمان ملك مصر الأَكْبر، أحدهما صاحب شرابه، والآخر صاحب طعامه، قال ابن اسحاق (٢): كان اسم أحدهما مَجْلِثُ، والآخر نَبُو الذي كان على الشراب (٣)، قال قتادة: كان أحدهما خباز الملك على طعامه، والآخر ساقيه على شرابه (٤)، قال السدي: غضب على خبازه، بلغه أنه يريد أن يسَّمه فحبسه وحبس صاحب شرابه، ظن أنه مَالَأَهُ (٥) على ذلك، فحبسهما جميعا.
وقوله تعالى: ﴿قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا﴾ ذكر أن يوسف ﵇ لما دخل السجن، قال لمَنْ فيه مِنَ الْمُحْبَسِينَ، لما سألوه عن علمه قال: إني أعبر الرؤيا (٦)، فقال أحد الفتيين الذين (٧) أدخلا معه السجن للآخر: تعال لنختبره أي: هلم فلنحدّث (٨) هذا العبد العبراني نترائى له، فسألاه

(١) ابن جرير، مرجع سابق، ١٦/ ٩٤. ابن أبي حاتم، مرجع سابق، ٧/ ٢١٢٩. البغوي، مرجع سابق، ٤/ ٢٣٩.
(٢) ابن جرير، مرجع سابق، ١٦/ ٩٥.ابن أبي حاتم، مرجع سابق، ٧/ ٢١٤٢.
(٣) ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ١٥١، ابن أبي حاتم، المرجع السابق.
(٤) ابن أبي حاتم، مرجع سابق، ٧/ ٢١٤١. ابن أبي زمنين، مرجع سابق، ٢/ ٣٢٦.
(٥) تتابعوا برأيهم على أمر قد تَمالَؤُوا عليه. ابن الأعرابي: مَالَأَه إذا عاونه، ومَالَأَه إذا صَحِبَه أَشْباهُه. وفي حديث علي، والله ما قتلت عثمان، ولا مَالَاتُ على قتله. ابن منظور، مرجع سابق، ١/ ١٦٠. ابن جرير، المرجع السابق. ابن أبي حاتم، مرجع سابق، ٧/ ٢١٤٢، ٢١٤٣. الواحدي، مرجع سابق، ٢/ ٦١٣.
(٦) عبر الرؤيا يعبرها عَبْرًا وعِبارةً وعبَّرها: فسرها وأخبر بما يؤول إليه أمرها. ابن منظور، مرجع سابق، ٤/ ٥٢٩.
(٧) في (د) "اللذين" ومعناهما واحد.
(٨) في (د) "فلنختبر" وهذا هو الصواب- والله أعلم.

1 / 202