فقد قيل كيف يكون قياس الخدعة، وبأى مقدمات يكون وهو سالب. فأما إن كان موجبا، فمتى كان بمتوسط مناسب فإنه ليس يمكن أن تكون كلتا المقدمتين كاذبة، إذ كان قد يلزم ضرورة أن تكون مقدمة ح ٮ باقية على حالها، إن كان القياس مزمعا أن يكون كما قيل فيما تقدم أيضا. فمقدمة ا ح إذن تكون دائما كاذبة، إذ كانت هذه هى التى تنعكس. وكذلك تكون وإن أخد الحد الأوسط من رتبة أخرى، كما قيل فى الخدعة السالبة: فإنه 〈يجب〉 أن تكون مقدمة ى ٮ باقية، وأما ا ى فتعكس، 〈والخد〉عة هى بعينها الخدعة التى تقدمتها. — فأما متى لم يكن 〈القياس بوسط م〉ناسب فإنه إن كانت ى تحت ا، فهذه المقدمة تكون صادقة، وأما الأخرى 〈ف〉تكون كاذبة. وذلك أنه قد يمكن أن تكون ا موجودة لأشياء كثيرة ليس بعضها تحت بعض. وأما إن لم تكن ى تحت ا فمن البين أن هذه المقدمة تكون دائما كاذبة، إذ كانت إنما توجد موجبة. وأما ى ٮ فقد يمكن أن تكون صادقة ويمكن أن تكون كاذبة أيضا. وذلك أنه لا مانع يمنع أن تكون ا غير موجودة لشىء من ى وتكون ى موجودة لكل ٮ، مثل أن يكون الحيوان موجودا للعلم، والعلم موجودا للموسيقى. وأيضا ولا إن كانت ا ولا لشىء من ى، و ى أيضا ولا لشىء من ٮ. فمن البين إذن أنه إذا لم يكن الحد الأوسط تحت ا فقد يمكن أن تكون كلتاهما كاذبة، وقد يمكن أن تكون إحداهما أيهما اتقف.
أما بأى مقدمات يمكن أن تكون الخدعة فى الأشياء التى لا أوساط لها وفى التى تتبين بالبرهان، فذلك بين ظاهر.
[chapter 18: I 18] 〈الجهل سلب العلم〉
وظاهر أيضا أنه إن فقدنا حسا ما فقد يجب ضرورة أن نفقد علما ما لا يمكننا أن نتناوله. إذ كنا إنما نتعلم إما بالاستقراء، وإما بالبرهان. فالبرهان هو من المقدمات الكلية، والاستقراء هو من الجزئية. ولا يمكننا أن نعلم الكلى إلا بالاستقراء. وإلا فها الأشياء التى توجد فى الذهن على الإطلاق إن قصد الإنسان إلى أن يوضح من أمرها أنها موجودة لو أخذ واحد من الأجناس إنما يوضحها بالاستقراء، وإن كانت غير مفارقة أو كانت حال〈ها غير تلك〉 الحال، ولا أيضا يمكننا أن نستقرئ إذا لم يكن 〈ثمت حس: لأن〉 الحس هو للأشياء الجزئية. فإنه لا يمكن أن نتناول 〈العلم بالجزئى، لأنه لا يستخلص من الكليات بدون الاستقراء ولا يستخلص بالاستقراء بدون الإحساس. فالعلم هو ب〉الكلى.
Halaman 365