Burhan Fi Wujuh Bayan
البرهان في وجوه البيان
Genre-genre
وكقوله {ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السموات والأرض شيئا ولا يستطيعون} أراد ما لا يملك لهم رزقا من السموات والأرض لا يستطيعون شيئا وفيما ذكرنا دليل على ما لم نذكره إن شاء الله.
الاختراع:
وأما الاختراع: فهو ما اخترعت له العرب اسما فيما لم تكن تعرفه، فمنه ما سموه من عندهم كتسميتهم الباب في المساحة بابا، والجريب جريبا، والعشير عشيرا، ومنه ما عربته وكان أصل اسمه أعجميا كالقسطاس المأخوذ من لسان الروم، والشطرنج المأخوذ من لسان الفرس والسجيل أيضا المأخوذ من كلام الفرس، وكل من استخرج علما، واستنبط شيئا، وأراد أن يضع له اسما من عنده، ويواطئ من يخرجه إليه عليه فله أن يفعل ذلك، ومن هذا الجنس اخترع النحويون اسم الحال والزمان والمصدر والتمييز والتبرئة، وأخرج الخليل ألقاب العروض، فسمى بعض ذلك الطويل، وبعضه المديد وبعضه الهزج، وبعضه الزجر وقد ذكر أرسطا طاليس ذلك وقال: إنه مطلق لكل أحد احتاج إلى تسمية شيء ليعرف به أن يسميه بما شاء من الأسماء، وهذا الباب مما يشترك العرب وغيرهم فيه، وليس مما ينفردون به.
Halaman 126