Pembina Islam: Muhammad dan Penggantinya
بناة الإسلام: محمد وخلفاؤه
Genre-genre
وقفت أمام قبر نبي ورسول تدين اليوم المئات من الملايين من أقصى المعمورة إلى أقصاها بدينه، دين الحق المبين، وكلما امتد الزمن، ومرت الحقب بعد الحقب زاد هذا الدين انتشارا، وانبلج نوره إشعاعا وإشراقا.
إن أي ملك من الملوك أو إمبراطور من الأباطرة حدثنا التاريخ عن عظمة ملكه واتساع سلطانه، لا يلبث هذا الملك أن يتضاءل، وهذا السلطان أن يزول بعد موته، أو حتى في أيام حياته.
وهذا الملك الزائل ملكه لا يلبث قليلا وهو في قبره حتى يختلط جسده بالتراب فيزول، ولا يعرف له جسد، أما محمد الثاوي في قبره المنير فسيظل رفاته فيه طاهرا مطهرا، بعيدا عن أديم الأرض، فلا يختلط بالثرى، سيظل قبره الشريف وروضته المنيفة مصونتين بقدرة الله ما دامت الشمس تشرق وتغرب، سيظل اسمه مشهورا ودينه منشورا ما دام الجديدان. أما محمد - وقد كان عدد أنصاره لا يزيد على عدد أصابع اليدين الاثنتين - فقد أسس إمبراطورية إسلامية شامخة البناء، سامقة، شماء، قوية الدعائم والأسس، مكينة الجدران والأركان، أكلت مدنيتها مدنيات أعظم أمم التاريخ القديم، ونعني: الفرس، والروم.
حقا، إنني أمام قبر نبي استطاع بكتابه وسنته أن يكون أمة من قبائل أشتات ، يقتل بعضها بعضا، فإذا بهم إخوان متحدون، وأوجد النظام من الفوضى، كما قرر حقوق الفرد وحرية الجماعة، ووضع خير القوانين في التملك، والمواريث، والزواج، والطلاق، والصحة، والسياسة، والاقتصاد ... وهي قوانين لا يمكن أن تبلى ولو بليت الأيام؛ لأنها وحي الله، وما ينطق عن الهوى.
الباب السادس
فتح الإسلام وتشريعه
الرسول في المدينة
تمثلت الرسول
صلى الله عليه وسلم
وقد استقر به المقام في «يثرب» بعد أن ألقى بها عصا التسيار، ووجد من أهلها خير الأنصار، فكان آمنا في جوارهم، راضيا عنهم، قرير العين بهم، مستبدلا عنت قومه وأذاهم بطاعتهم وصدقهم دون سائر الناس، فكانوا له حقا دون الناس.
Halaman tidak diketahui