Pembina Islam: Muhammad dan Penggantinya
بناة الإسلام: محمد وخلفاؤه
Genre-genre
سياسة علي
ذكرت أن عليا وقد شاهد المسلمين جماعات وأحزابا كل ينصر أحد الأئمة قبيل مقتل عثمان، أراد بعد أن بويع له بالخلافة أن ينشغل الناس بالآخرة دون الدنيا، وأن يعودوا إلى العهد الذي كانوا فيه أيام رسول الله
صلى الله عليه وسلم .
فلقد كانت أول خطبة لعلي تسن هذه السياسة، فقد قال بعد أن حمد الله وأثنى عليه.
أول خطبة لعلي
إن الله عز وجل أنزل كتابا هاديا، بين فيه الخير والشر، فخذوا بالخير ودعوا الشر، الفرائض أدوها إلى الله سبحانه وتعالى يؤدكم إلى الجنة. إن الله حرم حرما غير مجهولة، وفضل حرمة المسلم على الحرم كلها، وشد بالإخلاص والتوحيد المسلمين، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده إلا بالحق، ولا يحل أذى المسلم إلا بما يجب، بادروا أمر العامة، اتقوا الله عباد الله في عباده وبلاده، إنكم مسئولون حتى عن البقاع والبهائم، وأطيعوا الله عز وجل ولا تعصوه، واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض.
وإذن فإن رؤساء الجمهوريات اليوم والملوك حين يطلعون على شعوبهم وأممهم أول توليتهم برسائلهم إلى شعوبهم، وبخطب عروشهم إلى أممهم، فإنما هم ينسجون على منوال الخلفاء الراشدين؛ أي إنهم ناقلون عن العرب، فما أعظم فضل العرب على الغرب وأهله.
علي يعزل الولاة
كان أول عمل قام به أمير المؤمنين على بن أبي طالب أن عزل الولاة الذين كان عثمان قد اختارهم عمالا على الإيالات الإسلامية؛ إذ كان يعلم أنهم موضع الشكوى، وأنهم كانوا علة قتل عثمان، لظلمهم للرعية وتماديهم في الطغيان.
ولو أنه أرجأ عزلهم وبادر أولا بالاقتصاص من قتلة عثمان لما أخذت عليه عائشة وغيرها هذا الأمر، وألبت عليه خصومه من بني أمية، فقد كانت عائشة تكره عليا؛ لأنه قال للرسول
Halaman tidak diketahui