وهو باب في الخوف من الله تعالى قال الحليمي رحمه الله: والخوف على وجوه: أحدها: ما يحدث من معرفة العبد بذلة نفسه وهوانها وقصورها وعجزها عن الامتناع عن الله تعالى جده إن أراده بسوء وهذا نظير خوف الولد والديه وخوف الناس سلطانهم وإن كان عادلا محسنا وخوف المماليك ملاكهم؛ والثاني: ما يحدث من المحبة وهو أن يكون العبد في عامة الأوقات وجلا من أن يكله إلى نفسه ويمنعه مواد التوفيق ويقطع دونه الأسباب وهذا خلق كل مملوك أحسن إليه سيده فعرف قدر إحسانه فإحبه فإنه لا يزال يشفق على منزلته عنده خائفا من السقوط عنها والفقد لها؛ الثالث: ما يحدث من الوعيد وقد نبه الكتاب على هذه الأنواع كلها؛ أما الأول فقوله تعالى (ما لكم لا ترجون لله وقارا) أي لا تخافون لله عظمة---وأما الثاني فإن الله جل ثناؤه أثنى على الذين يدعونه فيقولون (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا) وقرأ الآية؛ وسماهم الراسخين في العلم؛ ومعلوم أن أحدا لا يدعو فيقول: رب لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني إلا وهو خائف على الهدى الذي أكرمه الله تعالى به أن يسلبه إياه؛ وأخبر عن أهل الجنة إنهم يقولون: (إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين) [و]قرأ الآيتين؛ وجاء في التفسير أنهم كانوا مشفقين من أن يسلبوا الإسلام فيوردوا يوم القيامة موارد الأشقياء وكانوا يدعون الله أن لا يفعل بهم ذلك؛ وكذلك سائر نعم الله وإن كان الإسلام أعلاها؛ وأما الثالث قال في غير موضع من كتابه: (يا أيها الناس اتقوا ربكم)، وقال: (وإياي فاتقون)، وقال: (قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة) فأمر بالتقوى وهي أن يقي المخاطبون أنفسهم من نار جهنم بفعل ما أمر الله به وترك ما نهى الله عنه؛ ومعنى (اتقون) اتقوا عذابي ومؤاخذتي(1)---.(1/464-467) عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله عز وجل (ما لكم لا ترجون لله وقارا) يقول: عظمة؛ وقوله (وقد خلقكم أطوارا) يقول: نطفة ثم علقة ثم مضغة.(1/464-465)
عن أبي الربيع عن ابن عباس في قوله تعالى (ما لكم لا ترجون لله وقارا) قال: لا تعلمون لله عظمة.(1/465)
عن منصور عن مجاهد في قوله (ما لكم لا ترجون لله وقارا) قال: لا تبالون عظمة ربكم؛ (وقد خلقكم أطوارا) قال: نطفة ثم علقة ثم مضغة، شيئا بعد شيء.(1/465)
عن منصور عن مجاهد في قوله (ما لكم لا ترجون لله وقارا) قال: لا تبالون لله عظمة؛ قال: والرجاء الطمع والمخافة.(1/465)
سأل منصور بن زاذان رجل: ما كان الحسن يقول في قوله (ما لكم لا ترجون لله وقارا) قال: لا تعلمون له عظمة ولا تشكرون له نعمة.(1/465)
عن سفيان عن السدي في قوله (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم) قال: إذا هم بمعصية أو ظلم أو نحو هذا قيل له: اتق الله وجل قلبه.(1/469)
عن عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن منصور عن مجاهد (ولمن خاف مقام ربه جنتان) قال: يذنب فيذكر مقامه فيدعه.(1/469)
عن إبراهيم ومجاهد(1) في قوله (ولمن خاف مقام ربه جنتان) قالا: هو الرجل يريد أن يذنب فيذكر مقام ربه فيدع الذنب.(1/469)
عن عبد الله بن مسعود أنه كان يقول في خطبته: خير الزاد التقوى، ورأس الحكمة مخافة الله عز وجل.(1/470)
عن القاسم بن عبد الرحمن قال: قال عبد الله: كفى بخشية الله علما، وكفى بالاغترار بالله جهلا.(1/471-472)
Halaman 74