Bulgha Ila Usul Lugha

Siddiq Hasan Khan d. 1307 AH
158

Bulgha Ila Usul Lugha

البلغة إلى أصول اللغة

Penyiasat

سهاد حمدان أحمد السامرائي «رسالة ماجستير من كلية التربية للبنات - جامعة تكريت بإشراف الأستاذ الدكتور أحمد خطاب العمر»

Penerbit

رسالة جامعية

Lokasi Penerbit

جامعة تكريت

Genre-genre

Fekah Bahasa
الرجال والولدان؛ لأنه حِماية لأعراضهم، وذَبُّ عن أحسابهم، وتخليد لمآثرهم، وإشادة لذِكرِهم وكانوا لا يهنئون إلاّ بغلام يولد، أو شاعر ينبغ فيهم أو فرس تنْتج (١). وقال محمد بن سلام الجمحي: لا يحاط بشعر قبيلة واحدة من قبائل العرب، وكان الشَّعْر في الجاهلية عند العرب ديوانَ علمهم، ومَنْتَهى حُكْمتهم به يأخذون، واليه يصيرون ... انتهى (٢). قلت ولهذا قال: رسول الله (صللم): " إنّ من البيان لسحرًا وإنّ من الشعر لحكمة " (٣). وعن عمر بن الخطاب (٧٨/ ...) ﵁: كان الشِّعْر علَم قَوم لم يكن لهم علمٌ أصحُّ منه، فجاء الإسلام فتشاغَلَتْ عنه العرب، وتشاغلوا بالجهاد وغَزْو فارس والرُّوم، ولَهَتْ عن الشعر وروايته، فلما كَثر الإسلام، وجاءت الفتوح، واطمأنَّت العرب بالأمصار، راجَعوا رواية الشِّعر، فلم يؤولوا (٤) الى مُدَوَّن، ولا كتاب مكتوب، وألْفَوا ذلك وقد هلكَ من العرب مَنْ هلك بالموت والقتل، فحفِظوا أقلَّ ذلك؛ وذهبَ عنهم منه كثيرٌ، وقد كان عند آل النُّعمان بن المًنْذِر، منه ديوانٌ فيه أشعارُ الفحول، وما مُدِح به هو وأهل بَيْته، فصار ذلك الى بني مروان، أو ما صَارَ منه. قال أبو عمرو بن العلاء: ما انتهى اليكم ممَّا قالتِ العربُ إلاّ أقلُّه ولو جاءكم وافرًا لجاءكم علمٌ وشعرٌ كثير (٥). قال ابن رشيق: إنما سمي الشاعر شاعرًا؛ لأنه يَشْعُر بما (٦) لا يشعر له غيره (٧). وإنما يتفاضل الكلام والشعر بحسن العبارة والدِّيباجة ورَوْنق الفصاحة، حتى تكون ألفاظهما كالزجاجة، وإلاّ فالمعاني مُعَرَّضة لكل جيل من أهل التوحيد والشرك، حتى للزَّنْج والتَّتَر والتُّرْك؛ لكنهم قصرت بهم ألسنتهم عن بلوغ ما رامُوه من أرَب، قد تهيأ على ألسنة العرب وأقلُّ ما يجب على المتكلم البيان لمخاطبه، وإلاّ كان كخابط الليل وحاطبه، يخاطب العربي بالعجمية، ويخاطب العجمي بالعربية، وصناعة الشعر أشد حصرًا وأمد عصْرا،

(١) العمدة: ١/ ٦٥، المزهر: ٢/ ٤٧٣. (٢) طبقات فحول الشعراء: ١/ ٣،٢٤، المزهر: ٢/ ٤٧٣. (٣) المسند للإمام أحمد: ٤/ ١٣٩. (٤) الأول: الرجوع، لسان العرب مادة (أول): ١/ ١٣٠. (٥) ينظر: طبقات فحول الشعراء: ١/ ٢٤،٢٥، المزهر: ٢/ ٤٧٣،٤٧٤. (٦) في الأصل لما والصواب ما أثبتناه عن العمدة: ١/ ١١٦. (٧) العمدة: ١/ ١١٦، المزهر: ٢/ ٤٩١.

1 / 157