299

Kitab Al-Buldan

كتاب البلدان

Genre-genre

Geografi

الأنهار، المريئة العيون، صحيحة البناء، رحبة الفناء، نزهة الهواء، رفيقة بالغرباء، مؤاتية لكل من أتاها، مغيثة لمن استغاث بها، قديمة الصحبة، طيبة التربة، مسكن من تفتى ومعقل من تنسك. بناها المنصور وسكنها المهدي والهادي والأمين والمأمون. جنة من جنان الدنيا. دجلة في وسطها، والصراة عن يمينها ونهر الملك أمامها ونهر عيسى مخترق لها ونهر كرخايا يتخلل طرقاتها ونهر الخندق دائر بها. لها الرومية وكلواذى والقفص وعمي وقطربل والمزرفة وبزوغى والأجمة والغرك والشماسية.

إذا غضب على جبار عات حمل إليها. وإذا رضي عنه شهر بها. مواكبها قائمة ومنائرها عالية. ونغم مغنياتها ناعمة. الظرف فيها يقتبس والشكل منها يستوصف. مكان الرئاسة ومقبس السياسة. فهي جنة مونقة وحديقة مشرقة.

وعروس في مجاسدها وكللها وحجابها. شهية المنظر جميلة المخبر. صبيحة مليحة ظاهرة الوسامة، دمثة التراب، مريعة الجناب، غدقة المشارع ، وطية المضاجع. تروق عيون الناظرين، وتسر قلوب المتأملين. ويعيش في أفنيتها الفقراء والمساكين. مطابقها وثيقة، وسجونها حريزة. مع كثرة أسواقها واتساع أرباضها، وفساحة رحابها وامتداد طرقها وسككها.

معشوقة محببة إلى الخلفاء وولاة العهود والوزراء. دار ملكهم ومعدن صيدهم، ومنتهى غاية لذاتهم، موفرة لغلاتهم مباركة عليهم. شامخة البناء، عريضة الفناء، فياحة السطوح، نزهة البساتين، كثيرة الأشجار والرياحين. مفزع كل ملهوف، ومعدن كل تاجر معروف. وحسبك ببلدة قد جمع الله فيها ما فرقه في غيرها من البلدان من أنواع التجارات وأصناف الصناعات. فهي سلة الدنيا وخزانة الأرض، معدن العلم وينبوع الحكمة. ليس لها مشتاة كمشتاة الجبال، ولا مصيف كمصيف عمان، ولا صواعق كصواعق [44 ب] تهامة. ولا دماميل كدماميل الجزيرة. ولا جرب كجرب الزنج، ولا طواعين كطواعين الشام. ولا يلحق أهلها ما يلحق أهل البحرين من وجع الطحال. ولا فيها حمى كحمى خيبر. ولا

Halaman 311