وأعظموا ذلك عليه فأبى فقالوا له: انظر ما يخطر ببالك من مال تراه فيه، فنحن ندفعه إليك ولا تفتحه، فعصاهم وفتح الباب فإذا في البيت تصاوير العرب على خيولهم بعمائمهم ونعالهم وقسيهم ونبلهم، فدخلت العرب بلدهم في السنة التي فتح فيها ذلك البيت، وكان ملك الأندلس حين فتحت يسمى لوذريق من أهل إصبهان، وبأصبهان يسمى أهل قرطبة الأسبان، ويسلم على الأموي بها السلام عليك يا ابن الخلائف، وذلك أنهم لا يرون اسم الخلافة إلا لمن ملك الحرمين.
أعراض البربر: هوارة، وزنانة، وضريسة، ومغيلة وورفجومة، وأحياء كثيرة، فدواب هوارة غاية في الفراهة، وكانت دار البرابرة فلسطين وملكهم جالوت، فلما قتله داود انتقلت البربر إلى المغرب، ثم انتشرت إلى السوس الأدنى خلف طنجة، والسوس الأقصى وهي من مدينة قمونية من موضع القيروان على ألفين وخمسين ميلا، وكرهت البربر نزول المدائن فنزلوا الجبال والرمال وبرجان وبلدان الصقالب. والإبر، شمالي الأندلس.
والذي يجيء من هذه الناحية الخدم الصقالبة، والغلمان الرومية والأفرنجية والجواري الأندلسيات، وجلود الخز والوبر والسمور، ومن الطيب الميعة والمصطكي، ويقع من بحرهم البسذ، وهو الذي تسميه العامة المرجان (1)، ولهم الخيل العراب، والإبل العراب، والقسي العربية، وهم أهل غفلة وقلة فطنة، و# قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): نساء البربر خير من رجالهم بعث إليهم نبي فقتلوه، فتولت النساء دفنه، والحدة عشرة أجزاء تسعة منها في البربر وجزء في الناس.
[ويروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: ما تحت أديم السماء ولا على الأرض خلق شر من البربر، ولئن أتصدق بعلامة سوطي في سبيل الله أحب إلي من أن أعتق رقبة بربري] (2).
Halaman 135