روى ابن ماجة عن عوف بن مالك قال : قال رسول الله (ص): افترقت اليهود ... والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، فواحدة في الجنة ، وثنتان وسبعون في النار. قيل : يا رسول الله من هم؟ قال : الجماعة. (1)
بينما نقل أنه قال : « وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين : ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة ، وهي الجماعة » (2)، فإن الإتيان بضمير الجمع في الحديث الأول ، وبضمير المفرد في الحديث الثاني يؤيد رجوع الضمير في الأول إلى : « اثنتان وسبعون » ، ورجوع الضمير المفرد إلى « الواحدة » فتكون الجماعة تارة آية الهلاك وأخرى آية النجاة.
أضف إلى ذلك أن قسما كبيرا من النصوص لا يشتمل على هذه اللفظة ، ولا يصح أن يقال إن الراوي ترك نقلها ، أو نسيها ، وذلك لأن ذكر سمة الناجي أو الهالك من الأمور الجوهرية في هذا الحديث ، فلا يمكن أن يتجاهله أو ينساه.
ومن ذلك تعلم حال ما اشتمل على لفظ « الإسلام » مع الجماعة ، فإنه لا يزيد في مقام التعريف شيئا على المجرد منه ، لوضوح أن الإسلام حق إنما المهم معرفة المسلم الواقعي عن غيره.
** ثانيتها
آية النجاة لا يخلو عن خفاء.
** أولا
الراوي ترك نقلها لعدم الأهمية.
** وثانيا
أصحابه فلا يمكن أن يكونوا معيارا للهداية والنجاة إلا بقدر اهتدائهم
Halaman 29