عبد الله الثغري على محمد بن سعد في أول ذي الحجة من سنة أربعين.
ولحق ابن سعد بابن عياض ببلنسية، وبقي بها عبد الله الثغري إلى رجب سنة إحدى وأربعين، ثم دخل عليه ابن عياض في السابع من رجب من السنة، وخرج عبد الله الثغري، على باب الفريقة من مرسية، فطرح عليه حجر من السور أصاب رأس فرسه فسقط به في النهر وقتله هنالك رجل يعرف بابن فاضة وبقي ابن عياض بمرسية إلى أن أصابه سهم في بعض سراياه ببني جميل، من أحواز إقليش أعادها الله فبقي أيامًا، ومات في ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة - فقدم الناس بعده بمرسيه أبا الحسن بن عبيد، لأن ابن عياض تركه بها ثقة عند نهوضه إلى بني جميل وقدم أهل بلنسية على أنفسهم، أبا عبد الله محمد بن سعد المذكور، لأن ابن عياض كان تركه عليها عند خروجه منها، ومشى ابن همشك من بلنسية إلى ابن سوار إلى شقورة وكانت مدينة نواله في طاعة أبي عبد الله محمد بن محمد بن سعد وهو ببلنسية، ولم تزل على ذلك حتى جاء إلى مرسية، فخرج إليه أبو الحسن بن عبيد المقدم بها وقال له: إنما دخلت في هذا لأقوم مرسية لك وأمسكها عليك، فحصل ابن سعد على مرسية في أول جمادى الأولى من سنة اثنتين وأربعين، وجاء صهره ابن همشك من شقورة وبويع بمرسية أبو عبد الله محمد بن سعد ومشى إلى بلنسية في رجب في السنة المذكورة، واستخلف ابن همشك على مرسيه وبقي ابن همشك تحت طاعة ابن سعد المذكور بشقورة أعوامًا جمة إلى أن قام عليه بعد عام ستين وخمسمائة.
ولم يزل ابن سعد واليًا مستوليًا على شرق الأندلس كله وبعض الغرب، إلى أن توفى في سنة سبع وستين وخمسمائة، وكان قد جعل ابنه أبا القمر هلال ولي عهده فوفقه
1 / 44