وقد انتهج السيوطي منهجا سديدا في التلقي من الشيوخ - عموما - ويمكن تقسيم منهجه إلى قسمين:
1- أنه كان يختار شيخا واحدا يجلس إليه ويلزمه فترة من الزمن وقد يلازمه إلى أن ينتقل الشيخ إلى رحمة ربه.
2- أنه لم يحصر نفسه في شيوخ معينين لا يأخذ العلم إلا عنهم على الرغم من أنه كان شافعي المذهب(¬1)، فنراه يأخذ عن (عز الدين الحنبلي) (ت876ه) (¬2)، و(أمين الدين الأقصرائي الحنفي) (ت 880ه) (¬3).
ولم يكتف بعلم من العلوم، بل ضرب في كل بحظ وافر قال رحمه الله: "رزقت التبحر في سبعة علوم: التفسير، والحديث، والفقه، والنحو، والمعاني، والبيان، والبديع"(¬4).
هذا المنهج في التلقي عن المشايخ منهج سليم جدا، يدل على عدل وإنصاف، وسعة أفق، وبراءة من وصمة التعصب. ولم يكتف السيوطي رحمه الله بالرجال من الشيوخ بل تتلمذ على أيدي كبريات النساء الفقيهات المحدثات المعاصرات له مثل:أم الهنا المصرية، وعائشة بنت عبد الهادي، وسارة بنت السراج ابن جماعة، وزينب بنت الحافظ العراقي، وأم الفضل بنت محمد المقدسي، وأم هاني بنت الهوريني، وأم الفضل بنت محمد المصرية وغيرهن كثير(¬5) ممن كان لهن أبلغ الأثر في ثقافة السيوطي الحديثية. وقد حرص السيوطي على أن يسجل أسماء مشايخه الذين أخذ عنهم العلم، فصنف فهيم خمسة مصنفات وهي :
1) حاطب ليل وجارف سيل.
2) زاد المسير في الفهرست الصغير.
3) أنشاب الكتب في أنساب الكتب.
4) المنتقى وهو المعجم الصغير.
Halaman 33