Buddhisme: Pengenalan Ringkas Sangat
البوذية: مقدمة قصيرة جدا
Genre-genre
الفلسفة والثقافة والفنون
القناة الثانية التي وجدت من خلالها البوذية سبيلها إلى الثقافة الغربية كانت من خلال الفلسفة والثقافة والفنون. وكان الفيلسوف الألماني آرثر شوبنهاور (1788-1860) أول مفكر غربي كبير يهتم بالبوذية. ونظرا لعدم وجود مصادر موثوقة، لم يكن لدى شوبنهاور سوى معرفة معيبة عن البوذية، ورأى أنها تتفق مع فلسفته المتشائمة نسبيا. ومن بين كل أديان العالم بدت البوذية بالنسبة إليه الدين الأكثر عقلانية وتطورا من الناحية الأخلاقية، وأدت الإشارات المتكررة إلى البوذية في كتاباته إلى إثارة اهتمام المفكرين الغربيين بالبوذية في الجزء الأخير من القرن التاسع عشر.
وفي إنجلترا نشر السير إدوين أرنولد (1832-1904) قصيدته المشهورة «ضوء آسيا» في عام 1879. ووصفت القصيدة حياة بوذا وتعاليمه بطريقة ميلودرامية جعلتها تلقى رواجا كبيرا بين جماهير الطبقة الوسطى في العصر الفيكتوري في البلدان الواقعة على جانبي الأطلنطي. وكان أرنولد مسيحيا يرى الكثير من الأمور المشتركة بين تعاليم المسيح وتعاليم بوذا. وقد زار المكان الذي حظي فيه بوذا بالتنوير في بودا جايا في عام 1885، ونظم حملة لجمع تبرعات من أجل ترميم الموقع بسبب حالته المزرية. وفي أثناء ذلك كان اهتمام الفيكتوريين بالخوارق قد بلغ ذروته. وفي عام 1875، أسس الكولونيل هنري أولكوت (1832-1907) ومدام بلافاتسكي (1831-1891) الجمعية الثيوصوفية التي كانت مخصصة لكشف الحقيقة الباطنية التي يعتقد أنها تكمن في صميم كل الأديان. وأصبح الاهتمام مسلطا في الأساس على أديان الشرق، وأصبحت البوذية على وجه الخصوص موضوعا رائجا يحظى بالدراسة والمناقشة في الصالونات وقاعات الاستقبال.
شكل 9-1: الدالاي لاما الرابع عشر، صاحب القداسة تينزين جياتسو.
وكان الروائي الألماني هيرمان هيسه يشير في أغلب الأحيان إلى موضوعات بوذية في كتاباته، ولا سيما في روايته «سيدهارتا» التي نشرت عام 1922، والتي ترجمت إلى لغات كثيرة. وفي السنوات التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، حظيت رواية «متشردو الدارما» ورواية «على الطريق» للكاتب جاك كيرواك برواج بين جيل «بيت» (مجموعة من الكتاب، والجيل الذي تأثر بكتاباتهم في الولايات المتحدة الأمريكية ظهر في عقد خمسينيات القرن العشرين بعد الحرب العالمية الثانية)، وكانت مصدر إلهام للثقافات المضادة على مدار العقود اللاحقة. وكتب المفكر والفيلسوف الانتقائي آلان واتس عددا من الكتب عن الزن جذبت الكثير من القراء، لكن لعل كتاب «الزن وفن صيانة الدراجات البخارية» (1974) للكاتب روبرت إم بيرسيج - رغم اهتمامه بالفلسفة الغربية أكثر من اهتمامه بالزن - هو الكتاب الذي ضمن، أكثر من أي عمل آخر، أن تعرف هذه المدرسة من البوذية على نطاق واسع في الغرب ولو بالاسم على أقل تقدير. ولعبت السينما أيضا دورا في بث الأفكار البوذية في الثقافة الغربية. وتحولت رواية «سيدهارتا» للكاتب هيسه إلى فيلم حقق رواجا كبيرا في الأوساط الجامعية في سبعينيات القرن العشرين. وفي وقت لاحق، أوضحت حبكة فيلم «بوذا الصغير» للمخرج بيرتولوتشي، الذي صور جزء منه في الهند وجزء آخر في أمريكا، إلى أي مدى كانت البوذية تسير باتجاه أن تصبح جزءا من الثقافة الغربية. وتمزج حبكة الفيلم قصة حياة بوذا مع رحلة بحث لاما تبتي ولد من جديد في سياتل لأبوين أمريكيين. ومن ضمن الإسهامات الأخرى الأكثر حداثة فيلم «كوندون» (1997) للمخرج مارتن سكورسيزي وفيلم «سبع سنوات في التبت» (1997) للمخرج جون جاك أنو.
هجرة البوذيين
أما القناة الثالثة التي من خلالها قدمت البوذية إلى الغرب فكانت الهجرة. وأثرت هذه الظاهرة على الولايات المتحدة وأوروبا بطرق مختلفة. توجهت الغالبية العظمى من المهاجرين البوذيين إلى الولايات المتحدة، وبدأت تلك الهجرة مبكرا في ستينيات القرن التاسع عشر مع قدوم العمالة الصينية للعمل في السكك الحديدية وفي مناجم الذهب. استقر المهاجرون القادمون من كل من الصين واليابان في هاواي قبل ضمها رسميا إلى الولايات المتحدة في عام 1898. وشهدت العقود الحديثة تدفقا للمهاجرين القادمين من شبه الجزيرة الصينية الهندية في أعقاب حرب فيتنام، وربما استقر نصف مليون بوذي من جنوب شرق آسيا في الولايات المتحدة الأمريكية. وكانت مجتمعات المهاجرين تميل إلى تأسيس معابد محلية خاصة بهم باعتبارها وسيلة لحفظ هويتهم الثقافية المميزة وليس لأغراض نشر الدين. فقط بعد قدوم الجيل الأول أو الجيل الثاني من هؤلاء المهاجرين ظهر نوع من التفاعل مع المجتمع المضيف؛ حيث أصبح الأفراد المنتمون إلى خلفيات ثقافية مختلفة يتقابلون باعتبارهم «بوذيين» وليس باعتبارهم أعضاء لمجموعة عرقية معينة.
وعلى الرغم من أن المملكة المتحدة استقبلت أعدادا كبيرة من المهاجرين الآسيويين، فإن هؤلاء المهاجرين أتوا في الغالب من شبه القارة الهندية، وأغلبهم إما هندوس أو مسلمون. ويوجد نحو 19 ألف لاجئ من الهند الصينية في بريطانيا، و22 ألف لاجئ في ألمانيا، و97 ألف لاجئ في فرنسا. وأغلبية البوذيين في أوروبا قوقازيون تحولوا إلى البوذية وليسوا مهاجرين حملوا معهم معتقداتهم. وعلى الرغم من صعوبة معرفة الأعداد الحقيقة للبوذيين في المملكة المتحدة، فإنه يوجد نحو مائة مركز تبتي، ونحو تسعين مركزا للتيرافادا، ونحو أربعين مركزا للزن، بالإضافة إلى ما يقرب من مائة جماعة بوذية إضافية من ضمنها أصدقاء الجمعية البوذية الغربية. ومعتنقو البوذية في كل من أوروبا والولايات المتحدة يكونون في الغالب من الطبقات الوسطى البيضاء.
وعلى الرغم من أن كل الأنواع الرئيسية للبوذية ممثلة في الغرب حاليا، فإنه من الصعب الحصول على إحصائيات تبين معدل نمو البوذية في الغرب، فضلا عن الاختلاف الكبير في الأرقام المقتبسة. وفي دراسة رائدة تحمل عنوان «البوذية الأمريكية» قدر تشارلز بربيش عدد البوذيين في الولايات المتحدة في عام 1979 بمائة ألف، وبعد أقل من عشر سنوات تالية، في عام 1987، صرح الكونجرس البوذي الأمريكي، وهو هيئة تأسست في العام نفسه على يد خمسة وأربعين جماعة بوذية مندمجة، أن عدد البوذيين يتراوح بين ثلاثة ملايين وخمسة ملايين. ولم يجر أي إحصاء لأعداد المجموعات والمنظمات البوذية في الولايات المتحدة حتى الآن، لكن بربيش يقدر أنه يوجد حاليا نحو ألف مجموعة من هذه المجموعات. ويمكن مشاهدة زيادة شعبية البوذية في أماكن أخرى أيضا في الغرب، على الرغم من أن نموها في أوروبا أقل لفتا للانتباه منه في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يوجد ما يزيد على مليون بوذي في أوروبا.
المذاهب البوذية في الغرب
Halaman tidak diketahui