Brothers, Oh Brothers
الأخوة أيها الإخوة
Penerbit
المكتبة الإسلامية
Lokasi Penerbit
القاهرة
Genre-genre
وصلوا الآن إلى درجة من الفراغ الإيماني والأمراض القلبية من العجب والكبر والغرور وحب النفس واحتقار الآخرين وازدرائهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فما رأينا لجوجًا مماريًا يحب المراء والجدل إلا وسقط على جانبي الطريق فلم يصل، فلا ترى منهم أحدًا.
انظر إلى هؤلاء تجدهم متساقطين على جانبي الدعوة يمنة ويسرة، لا تجد لهم أخًا ولا صديقًا ولا حبيبًا بعد إدمانهم المراء، وما أجمل كلمة الحسن البصري حين قال: " إياكم والمراء فإنها ساعة جهل العالم، وبها يبتغى الشيطان زلته "؛ ولذلك يقول الآجرى في كتابه القيم " أخلاق العلماء ": فالمؤمن يدارى ولا يمارى، ينشر حكمة الله سبحانه، فإن قبلت حمد الله، وإن رُدت حمد الله.
فالمرء في سعة من أمره، والمؤمن مقصوده القيام لله سبحانه بالحق، والحق فقط.
قال عبد الرحمن بن أبى ليلى: ما ماريت أخي أبدًا لأني إن ماريته إما أن أكذبه، وإما أن أغضبه، وأنا في سعة من الأمرين جميعًا.
ويحكى لنا خطيب أهل السنة ابن قتيبة ﵀ عن هذه الحادثة وقد مر بها شخصيًا وفيها بيان لأثر الخصومة على العلاقات الأخوية وتكدير صفوها.
يقول: مر بي بشر بن عبد الله بن أبى بكرة فقال: ما يجلسك هاهنا، فقلت: خصومة بيني وبين ابن عم لي فقال: إن لأبيك عندي يدًا، وإني أريد أن أجزيك بها، وإني - والله - ما رأيت شيئًا أذهب للدين، ولا أنقص للمروءة، ولا أضيع للذة العبادة ولا أشغل للقلب عن الله من الخصومة.
قال: فقمت لأنصرف. فقال لي خصمي: مالك، قلت: لا أخاصمك أبدًا والله. فقال: عرفتَ أن الحق لي. فقال: لا ولكنى أكرم نفسي عن هذا. فقال لي: والله لا أطلب منك شيئًا هو لك، ما بيننا هو لك.
1 / 97