إن دفن الموتى من العظماء في مواكب واحتفالات عسكرية موسيقية من عادات أهل زماننا المعاصر. وكأني ببودلي قد أسقط مفاهيم زمانه على أحداث زمان عصر النبوة، وذلك بعد تخيله ما يمكن أن يحدث بعد موت أولئك العظماء. والإسقاط ظاهرة عند المستشرقين.
٣٣- يزعم بودلي (١) أن أغلبية المسلمين تخلفوا عن الخروج مع الرسول ﷺ في غزوة تبوك.
وهذا زعم باطل، والعكس هو الصحيح. ففي رواية لمسلم (٢) أنهم يزيدون على عشرة آلاف، ولا يجمعهم ديوان حافظ، وفي رواية أخرى له: المسلمون مع رسول الله كثير، ولا يجمعهم كتاب حافظ، يريد بذلك الديوان (٣) . وقال ابن حجر (٤):"وللحاكم في "الإكليل" من حديث معاذ: خرجنا مع رسول الله ﷺ غزوة تبوك زيادة على ثلاثين ألفًا؛ بهذا العدد جزم ابن إسحاق"، وفي روايتين للواقدي (٥): أنهم كانوا ثلاثين ألفًا، ونقل ابن حجر (٦) عن أبي زرعة الرازي أنهم كانوا أربعين ألفًا. وعند ابن أبي خيثمة (٧)