44

الصلاة على رسول الله ﵌ فضلها ومعناها وكيفيتها ومواضعها والتحذير من تركها

الصلاة على رسول الله ﵌ فضلها ومعناها وكيفيتها ومواضعها والتحذير من تركها

Penerbit

مكتبة دار العلوم

Lokasi Penerbit

البحيرة (مصر)

Genre-genre

هل يصلي على آل النبي ﵌ منفردين عنه؟ قال الإمام ابن القيم ﵀ في (جلاء الأفهام):هذه المسألة على نوعين: أحدهما: أن يقال: «اللهم صل على آل محمد» فهذا يجوز، ويكون ﵌ داخلًا في آله، فالإفراد عنه وقع في اللفظ لا في المعنى. الثاني: أن يفرد واحد منهم بالذكر، فيقال: اللهم صل على عَلِيٍّ، أو على حسن، أو حسين، أو فاطمة، ونحو ذلك. فاختلف في ذلك وفي الصلاة على غير آله ﵌ من الصحابة ومن بعدهم ... (وذكر الإمام ابن القيم الخلاف في ذلك وناقش الأدلة ثم قال): «وفصل الخطاب في هذه المسألة: أن الصلاة على غير النبي ﵌ إما أن يكون آله وأزواجه وذريته أو غيرهم، فإن كان الأول فالصلاة عليهم مشروعة مع الصلاة على النبي ﵌ وجائزة مفردة (١). وأما الثاني: فإن كان الملائكة وأهل الطاعة عمومًا الذين يدخل فيهم الأنبياء وغيرهم، جاز ذلك أيضًا، فيقال: اللهم صل على ملائكتك المقربين وأهل طاعتك أجمعين. وإن كان شخصًا معينًا أو طائفة معينة كُرِهَ أن يتخذ الصلاة عليه شعارًا (٢) لا يخلّ به، ولو قيل بتحريمه لكان له وجه، ولا سيما إذا جعلها شعارًا له، ومنع منها نظيره، أو من هو خير منه، وهذا كما تفعل الرافضة (٣) بعلي ﵁، فإنه حيث ذكروه قالوا: ﵊، ولا يقولون ذلك فيمن هو خير منه، فهذا ممنوع، لا سيما إذا اتخذ شعارًا لا يخل به، فتركه حينئذ متعين. وأما إن صلى عليه أحيانًا بحيث لا يجعل ذلك شعارًا كما يصلي على دافع الزكاة (٤)، وكما قال ابن عمر ﵁ للميت: صلى الله عليه (٥).

(١) أي يقال: اللهم صل على آل محمد. (٢) ذكر الإمام النووي في (الأذكار) أن الصلاة على غير النبي ﵌ وآله قد صارت شعار أهل البدع، وقد نُهينا عن شعارهم. قال الإمام ابن القيم في (جلاء الأفهام) - موضحًا كلام الإمام النووي ـ: «ومعنى ذلك: أن الرافضة إذا ذكروا أثمنهم يصلون عليهم بأسمائهم ولا يصلون على غيرهم ممن هو خير منهم، وأحب إلى الرسول ﵌، فينبغي أن يخالَفوا في هذا الشعار». اهـ (٣) الرافضة: الشيعة. (٤) ٣ (عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﵌ إِذَا أَتَاهُ قَوْمٌ بِصَدَقَتِهِمْ قَالَ: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ فُلَانٍ» فَأَتَاهُ أَبِي بِصَدَقَتِهِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى». (رواه البخاري ومسلم). (٥) عن ابن عمر ﵁: أنه يكبر على الجنازة ويصلي على النبي ﵌ ثم يقول: «اللهم بارك فيه وصل عليه واغفر له وأورده حوض نبيك ﵌» [رواه الجهضمي في (فضل الصلاة على النبي ﵌) وصححه الألباني].

1 / 59