بلاغ الرسالة القرآنية

Farid al-Ansari d. 1430 AH
80

بلاغ الرسالة القرآنية

بلاغ الرسالة القرآنية

Penerbit

دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Lokasi Penerbit

القاهرة

Genre-genre

إلا ويظهر لك فيه معنى من معاني الأسماء، وتعرف خواص بعضها (...) قال: وهذا أرفع مراتب الإحصاء. قال: وتمام ذلك أن يتوجه إلى الله تعالى من العمل الظاهر والباطن؛ بما يقتضيه كل اسم من الأسماء) (١). ذلك هو الشأن بالنسبة لسائر أسمائه الحسنى: الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس، السلام، المؤمن المهيمن ... إلخ. فكلها (حسنى) بصيغة التفضيل المطلقة هذه؛ أي لا شيء أحسن منها، فهي تبث النور والسلام والجمال، في طريق السالكين إليه تعالى؛ بحفظها، وتملأ قلوبهم إيمانًا وإحسانًا. كما قال النبي ﷺ في الحديث: «إن لله تعالى آنية من أهل الأرض، وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين، وأحبها إليه ألينها وأرقها» (٢). تبصرة: وهاهنا لنا لطيفة من لطائف الأسماء الحسنى، نذكرها بحول الله؛ رفعًا للغبش الذي قد يدور بخلد بعضهم، أو مما قد يلقيه الشيطان في خاطر العبد الذي لم يذق بعد جمال بعض الأسماء، من مثل أسمائه تعالى: (الجبار، والمتكبر، والقهار، والمنتقم)، إن أول شيء يجب التذكير به أن هذه الأسماء -كسائر أسمائه تعالى- قد وصفها الله ﷿ في

(١) فتح الباري:١١/ ٢٢٦ - ٢٢٧. (٢) رواه الطبراني، وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير: (٢١٦٣).

1 / 84