Bismarck: Kehidupan Pejuang
بسمارك: حياة مكافح
Genre-genre
ذلك ما قاله بسمارك ابنا للخامسة والثلاثين من سنيه، متما كلامه بصب اللعنات على من يودون أن يضحوا بالدم البشري في سبيل دستور الاتحاد؛ أي في سبيل الإمبراطورية الألمانية بغير النمسة؛ أي بما اضطر إلى التضحية به بعد ست عشرة سنة وصولا إلى تلك الغاية، وذلك ما دافع به بسمارك عن خضوع بروسية لأولموتز، وليس لدينا من الوثائق الخاصة ما يبيح الذهاب إلى أن تلك الخطبة هي أمر سياسي يستتر وراءه أفكار حربية مضمرة وآراء لا نمسوية مبيتة، ولم سار بسمارك على ذلك الدرب إذن؟ ذلك لأن الأخوين غرلاخ ومانتوفل وبراندبرغ وجميع مستشاري الملك ووزرائه كانوا ضد الحرب ومن القائلين للنمسة، وإن شئت فقل لفينة التي كانوا يعدونها معقل الرجعية الحصين، وكان بسمارك يرى أن يتبعهم ما وجدهم موطئا لرقيه، وهنالك الوقت الذي يحالف فيه الحكومة والملك بين عشية وضحاها بأن يلقي خطبة طويلة ملائمة لهما، فبهذا ينال قسطا من السلطان، وهو إذا ما نال السلطان غدا نافعا لبلده وفق ما يرى، وتلتقي مشاعر آل بسمارك الإقطاعية التالدة وحرص آل منكن الطريف فيحفزه هذا إلى الدفاع عن أمر أولموتز.
وأحسن بسمارك التقدير، فكفت خطبته للدلالة عليه كسياسي، وإن الرجل الذي استطاع في أزمة الخزي القومي تلك أن يدافع مغامرا عن هذا الخزي لحري بأن يمثل البلاد في البندشتاغ حيث يصبح لزاما عليه أن يتعاون هو والنمسة من جديد، وبسمارك كان قد قدر ذلك منذ سنتين حين قال: «على الأمور أن تسير سيرا سيئا قبل أن تتحسن، ولا بد من انقضاء عامين أو ثلاثة أعوام قبل أن يكون لأمثالي وأمثال كليست مكان في خدمة الدولة.» ويحل الوقت، فلم تكد أربعة أسابيع تمر على خطبته تلك حتى عرضت عليه وزارة أنهالت، وفي ذلك يقول في كتاب إلى زوجته بأسلوبه المعهود: «لم أسع إلى الأمر حتى الآن تاركا إياه لله، وإلا فالمقام جذاب، وإن الدوك غبي، وإن الوزير هو الدوك، وإن من المغريات أن أقوم بشئون الحكم هنالك كدوك مستقل؛ أي في جميع وادي السلكة القريب خطوتين من الهارز.»
ولم يحدث أن كتب كلمة «الحكم» والآن - بتلك الكلمة - ينزل ضربة كما لو كانت من مطرقة، فترن في الغابة الروائية التي يحاول أن يتمثلها، ويبصر أن أمر أنهالت غير مجد، ويحار فيما يصنع، ويتردد بين إمساك حوذي
9
شونهاوزن وتسريحه، ويرى أن يبيع شونهاوزن، ثم يعود فيقول كشريف ساخر: «يلوم لي أن البيع عمل طائش، وإن كان من المحتمل أنني اتخذت هذه الخطوة لأسباب لا وزن لها أمام المولى.»
ثم يحصي المناصب التي بلغها رفقاء حزبه، ويريد ترك إدارة الأسداد، «ولكنني لا أود أن أكون سيدا في غير شونهاوزن وكنيبهوف ورينفيلد. ولو كنا واثقين بالبقاء في شونهاوزن لرأيت أن أغير الحوذي، وإذا ما اضطررت إلى الخدمة في مكان آخر أبقيت هيلدبراند الذي ألفته.»
أفي الخدمة؟ يعتقد من يسمع ذلك أمر رجل خسر منصبا فيبحث عن سواه طلبا للرزق، كلا، وإنما ذلك هو شريف يتمتع بنصيب من الثراء فلم يطق - قط - خدمة إنسان، وقد حاول كل شيء فرفض كل شيء لكيلا يطيع إنسانا، وهو قد بلغ من الانسياق بعجلة السياسة ما عجز به عن تكوين رأي له في الحياة الخاصة، فأضحى اضطراره إلى قضاء بضعة أيام في شونهاوزن بغير زوجه «كثير الهول»، فعدل عن ذلك وإن كان لديه من الأعمال ما يستلزم حلا هنالك، والآن ليس عنده ما يكفي للتحديث عن برلين ، ولا عن البلاط على الخصوص، ويعود إلى الرقص بعد بضع سنين فيثير هذا غيرة حنة الوحيدة في رينفيلد فلا تكاتبه بغير واسطة ابن عم، بيد أنه يصالحها من فوره، ويروي لها قول الملك بعد الرقص: «ترنو
10
الملكة إليك منذ نصف ساعة من غير أن تلاحظ ذلك!» وفي مرة أخرى يكتب بسمارك إلى حنة كتابا يحدثها فيه بوجد عن روعة الردهة البيضاء مع من فيها من ألوف السيدات المتبرجات والرجال ذوي البزات، فيقول لها: «إن الشعر كل الشعر والخيال كل الخيال في سماع الموسيقى والجلوس على أريكة وثيرة بين نخيل وعيون ذات خرير، وفي النظر إلى أمواج الغرور من عل.»
أجل، إن ميفيستوفل
Halaman tidak diketahui