251

Bismarck: Kehidupan Pejuang

بسمارك: حياة مكافح

Genre-genre

وإذا ما قاس بسمارك الخادم مجده العتيد بمجد مخدومه في ذلك الحين اعترف بما يواثب نفسه من شك عميق كما واثب الملك آنئذ، وذلك عن خوف من «رهطه» وإلى أي وقت يصبر ملوك بافارية وسكسونية هادئين على ما تم لابن عمهم الهوهنزلرني من ارتقاء لا مثيل له؟ وإلى أي وقت يصبر أشراف بوميرانية والمارش على ما تم لابن عمهم الشونهاوزني من ارتقاء لا مثيل له؟ أفلا ينمو فيهم حس التنافس؟ أفلا يرى في كلتا الحالين أن الحسد يؤدي إلى دسائس سياسية؟ إن ما يصدر من الحسد عن أعز الأقرباء الذين يعزون إلى سوء حظهم ما يجب عليهم أن يعزوه إلى عدم ألمعيتهم؛ يميط اللثام عن أصدق الأسباب في انقسام أفراد طبقة بسمارك بما يعيبهم أمام محكمة التاريخ، وذلك بدلا من أن يتمتعوا بنعمة التفكير في مجد ذلك الرجل العبقري الذي نبغ من بينهم.

ووتر الخصوم السياسيون الوضع حتى انقطع، مع أن من حسن الشعور اجتناب ذلك، ولم ينفصل هؤلاء الشرفاء البروسيون عنه إلا محافظين مع أنهم لم يظهر منهم قبل ذلك رجل يعدله ذكاء ومضاء، وهكذا ينفض آخر الأحزاب السياسية الكبرى من حول رئيس الدولة بسمارك مسيئين إلى مصالحهم الخاصة بتسهيلهم له سبيل الاتفاق مع الأحرار خلافا لطبيعته. وهكذا، يمثل الشرفاء دور الزوجة المهانة التي يكشف لها زوجها عن تصابيه فتبتعد عنه متوعدة، فتدفعه بذلك إلى الاستمتاع في مكان آخر على حين كان يمكنها أن تسايره فتحول دون إتيانه شيئا من ذلك.

وكان بسمارك في سنة 1868 قد أخبر حزبه بأن من الضروري في الحين بعد الحين أن يعتمد على عون فريق لا يروقه، وإلا «اضطرت الحكومة إلى السير والائتمار بالدستور، فتصاب إذ ذاك بوهن الوزارات الائتلافية»، وترى المحافظ المتصلب رون يشتكي منذ ذلك الحين من «غطرسة بعض المحافظين الخبيثة المشوبة بالحسد، وعلى الحزب أن يعلم - في نهاية الأمر - أن من الضروري أن تختلف أهدافه ووجهات نظره عما كانت عليه في بدء الصراع، وعلى الحزب أن يتحول إلى حزب محافظ تقدمي وأن يعدل عن بقائه عائقا».

والآن يغدو ابن العم بسمارك أميرا وطاغية فيوغر الصدور، والآن يقول بسمارك في ذلك: «تنح حتى أحل محلك.» ويذكر بسمارك في مذكراته التي كتبها بعد نهاية تلك المنازعات بزمن طويل أن أرنيم وغولتز كانا خصمين من الطبقة الثانية، وينبئ بسمارك بأن الطبقة الثالثة تشتمل على «أعضاء طائفتي الإقطاعية التي أثارها ما رأته من عدم تقيدي في أثناء مهنتي الاستثنائية بالتقاليد التي هي بولونية أكثر من أن تكون ألمانية والقائلة بمبدأ المساواة الإقطاعي، أجل إنه يغفر لي أمر ارتقائي من دائرتي الريفية إلى منصب وزير، ولكن مما حدث من الإنعام علي بالمهور وبلقب أمير على الرغم مني فمما لا يغفر، وليست مخاطبتي ب «صاحب الفخامة» بالتي تجاوز الحدود المألوفة، وتثير مخاطبتي ب «صاحب السمو» أشد انتقاد، ويسهل علي احتمال جفاء أصدقائي السابقين ورفقائي في الطلب إذا وجد في مزاجي ما يسوغ ذلك.» ولا تجد أحدا يفوق بسمارك ببيان نفسي يعلو ذلك البيان عن طبقته الخاصة. قال أحد أشراف بوميرانية في سنة 1872: «سنصغر بسمارك حتى يأكل بيد أي شريف ريفي بوميراني!»

والكدر يبدأ بمكافحة الكنيسة حين يجد البياتيون اللوثريون على البابا بحماسة، وكان بسمارك متهما بالإلحاد لاتفاقه مع الملحد فيرشوف على الكنيسة، ويكره في دفاعه الخاص على الكلام من فوق المنبر بأسماء التفضيل غير المعتادة تأييدا «للإصلاح البروتستاني الذي هو أهم سبب لذلك الكفاح، والذي يتصل بروحنا ونجاتنا اتصالا وثيقا»، وليس الشيب أشد مهاجمي بسمارك، ونسمع موسيقى القلب حين نسمع الشيخ غرلاخ يقول: «إن بسمارك يسيء معاملتي، ولكنني أحبه مع ذلك!» ويبدو حامي بسمارك التقي الآخر - سينفت بيلساخ - رجلا كريما حين يحذر هذا المستشار مجاملا متنبئا ويثيره بقوله: «يجب أن تشتد عزيمة سموكم بخشوع، ويجب أن تشتد عزيمتكم بالرب الذي أحبكم كثيرا، فمد عمركم وفتح يديه المثقوبتين لكم، فإذا ما أصررت يا صاحب السمو على الإعراض عن إنذار الرب، أثبت الرب لك أن عمله هو الصحيح، فأصابك في عملك العظيم وصرت هدفا لحسابه .»

وذلك الأسلوب يدفع الفارس إلى وضع السرج على الحصان، فلما قرأ بسمارك ذلك أجاب بعنف قائلا: «يسرني جدا إذا ما وثقت بتوجيه إنذارك إلى أناس يقفون بجانبك فيبدون أعداء لحكومة صاحب الجلالة، إلى أناس بعيدين من تواضع منقذنا الذي تذكرني به فينظرون إلى ذلك التواضع حانقين متكبرين وثنيين كما لو كان دأبهم أن ينتصبوا سادة للبلاد والكنيسة، أداوم على عملي اليومي مخلصا مستغنيا عن حث سعادتك، ولكنني فيما أخشى الله وأحبه وأخدم مليكي بصدق وبجد مضن لا أجد في السخف الفريسي حول كلام الرب، وفي خرق الخصوم من أهل بوميرانية وأتباع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، ما يضعضع إيماني بيسوع، فدعني يا صاحب السعادة ألتمس منك الحذر من عجبك؛ لكيلا يسوقك إلى حساب الرب الذي تنذرني به.» ثم يدعو بسمارك مخاطبه إلى إنعام النظر في قول التوراة: «قم يا رب، خلصني يا إلهي، فإنك قد ضربت جميع أعدائي على فكوكهم وقصمت أسنان المنافقين، للرب الخلاص، على شعبك بركتك، سلاه!»

وهنالك في ذلك الهوى الخاص بالتوراة آخر وثبات لنصرانية بسمارك.

والشباب من أعدائه يتقدمون إلى هدفهم توا، وهم لا يستعملون الصليب إلا إذا قاتلوا تحت شعار جريدة «كروززايتنغ» التي كان بسمارك أحد مؤسسيها، وهذه الجريدة، كما قال المستشار بسمارك في مذكراته: «عادت تحت رمز الصليب وتحت شعار «مع الله في سبيل الملك والوطن»، لا تمثل منذ سنين فريق المحافظين ولا تمثل الدين النصراني.» وفي سنة 1872، وفي جريدة «كروززايتنغ» وفي جريدة «رايشغلوك» التي أسسها الشرفاء لمهاجمة بسمارك على الخصوص تبدأ حملة المثلبة

3

ضد شرف المستشار ونزاهته، «ومن دور دلبروك - كنبهاوزن - بليشرودر» تتألف السلسلة الأولى لمقالات مغفلة موقعة من قبل أحد موظفي الجريدة شكلا، عملا بأحكام القانون، والبارون فون لويه وهو دبلمي نحاه بسمارك هو الذي كتب ما يأتي: «أطلب أن يكون العدد التالي من جريدة رايشغلوك ذا فائدة للمستشار، ويبدو لي - من ناحية الطب النفسي - أن من المهم في هذه المقالات بيان جهة الجد أولا، ثم جهة الهزل ثانيا، ويجب قبل كل شيء أن يبدأ بتشويش هضمه لبضعة أيام، وهذا لا يكون إلا باستفزازه.» وفي الوقت نفسه يكتب أحد الأخوين من آل مانتوفل إلى الآخر (وقد كان رئيسا لبسمارك ذات حين، فصار اليوم خصما له فتكلم ضده في المجلس الأعلى) قوله: «لا تحتاج إلى الاستشفاء بالماء المعدني حتى تصبح رئيسا للوزارة.» فتلك هي لهجة أولئك السادة في الدهاليز، وهم يقولون في المقالات التي نشروها من تحت صف الأنوار الظاهر أمام موقف الممثلين في المسرح:

Halaman tidak diketahui