Bismarck: Kehidupan Pejuang
بسمارك: حياة مكافح
Genre-genre
ويتوجه بسمارك فور عودة الجيش إلى برلين، ويتدهور في فندق ببتبس ويأخذه بعض الأصدقاء إلى منزلهم، وتسرع حنة إليه ، وتجده موعوكا منهوكا كما كان حين التهابه الوريدي، وتكتب حنة قائلة: «تجعله السياسة غضبان كئيبا، ولكنه إذا ظل هادئا تحت جلد
10
أزرق أو ناظرا إلى مرج أخضر أو متصفحا كتابا ذا صور؛ حسنت حاله.»
وهنالك يجلس على كرسي بعيدا من داره باكيا لاعنا عند القول حول أعماله، وبينما كان القوم يعجبون ببسمارك رجلا تصور النصر وفاز به، وبينما كان ينتشر خبر فخاره ويستعد الناس لتهنئته وتمجيده، تجده في ذلك المكان يقلب صفحات كتب مصورة!
الفصل الثاني عشر
في أصيل يوم من شهر سبتمبر سنة 1866، وبعد عودة بسمارك إلى بيته في عافية، يملي على صديق لاسال لوتاربوشير، دستور ألمانية الجديد، وفي الليل يهذب بوشير الأسلوب، وفي الغد يناقش فيه بمجلس الملك الخاص، وفي اليوم التالي يعرض على جميع المفوضين، «وتصل النسخ من المطبعة رطيبة متتابعة في أثناء الاجتماع»، وهذا الدستور الخاص بجامعة دول ألمانية الشمالية لم يكد يعدل من قبل الريشتاغ الأول وفي سنة 1918، وهذا الدستور ظل دستور الإمبراطورية الألمانية خمسين سنة، أي إلى سنة 1918، وهذا الدستور أملاه واضعه في خمس ساعات بعد تأمل عشر سنوات فجاء آية على تمثله لمبدأ الدولة، وإن شئت فقل عنوانا لروحه، وهذا هو دستور بسمارك، وهذا الدستور لا يعبر عن غير شيء في أمر الألمان، وهو أن بسمارك كان ألمانيا أيضا؛ أي فرديا.
ولذا أعد ذلك الدستور لتقوية النظام الملكي لا الشعب؛ ولذا كان ذلك الدستور نصرا لثورة أتت من عل، نصرا لثورة دامت ضد الشعب أربعة أعوام، نصرا لثورة استذلت أعداءها خمسين سنة فيما بعد، ومن الممكن أن كان الشعب الألماني غير أهل ليحكم في نفسه بنفسه، ومن الأكيد أن كان ذلك أقل تقريرا للأمر مما بعد نصف قرن، وإنما الذي لا ريب فيه هو أن هذه القناعة لم تملل على بسمارك قراره، وإنما الذي حفزه إلى ذلك هو ازدراؤه البالغ للجمهور وزعمائه.
وهذا النفور وذلك الازدراء لم يصدرا عن ولوعه بسلطة الملك أو عن تقديس لها، وهو الذي لا يثق بحكمة الرئيس المتوج أكثر من ثقته بالرئيس المنتخب، ولكن عزته تجاه الناس وحقده على الناس كانا يدفعانه في جميع أمور الحياة والدولة إلى مقاومة قرارات الجمهور، وبسمارك إذ لم يسطع أن يضم إليه أحدا كان يود دوما أن يكون مسئولا وحده، وبسمارك إذ يرى نفسه خير رأس في البلد كان يعتقد علمه بالبلد أحسن من أي شخص كان. وبسمارك لهذه المشاعر الأساسية؛ أي الزهو والحقد والشجاعة، كانت تواثبه رغبة في المسئوليات ونفرة من القرارات التي يشترك في وضعها الآخرون، وقد أدت تلك الدوافع في بسمارك إلى رفضه مبدأ الحكومة البرلمانية؛ أي إلى رفضه طراز الحكم الذي كان جميع الأحرار ينشدونه للدولة الجديدة، وكلما أبصر الرجل المسيطر بسمارك تقمص سلطات الدولة فيه؛ جمع في شخصه جميع المسئوليات التي يفضل غيره ألا يحملها كلها على عاتقه. ويضع هذا المعلم الباني رسم صرحه راغبا في سكناه إلى الأبد، ويشابه في ذلك لاسال الذي أضر نظمه بعوامل شخصية مماثلة لتلك.
وتقوم خطة بسمارك على تنافس البندشرات والريشتاغ، وفي البندشرات «يجب أن تجد سيادة الأمراء لها تعبيرا لا جدال فيه»، وفي البندشرات - كما في مجلس الجامعة الألمانية السابق - يجب على السفراء أن يجلسوا برئاسة المستشار الذي لا يمثل سوى «بريد» وزير خارجية بروسية، وبهذا التدبير استطاع بسمارك أن يوكد للأمراء الذين لم يريدوا الخضوع لإمبراطور فرانكفورت ولا خسران شأنهم في إمبراطورية فرانكفورت؛ أنهم يغدون أولياء الأمر في الإمبراطورية الجديدة، وإن كان هذا لا يؤدي إلى غير ستر سلطان بروسية الحقيقي، وسفينة الدولة بعد تجهيزها على هذا الوجه، وسفينة الدولة بعد أن تمسك وتدرع على هذا الوجه، يمكنها أن تشق عباب المحيط البرلماني ببسالة ومن غير خطر.
وكانت روح الزمن لا تستمرئ ذلك، حتى إن الحزب الجديد المؤلف من أولئك الذين انحازوا إلى خصمهم القديم طالبوا باتحاد الشعب والحكومة في الجامعة الجديدة بدلا من وجود جبهتين كما في بروسية، وبأن يكون وزراء الإمبراطورية مسئولين أمام الريشتاغ، وهذا ما لا يطيقه بسمارك، «وفي مشروع حكومي كذلك لا يكون أحد مسئولا ، فإذا ما اقترف خطأ لطم الفاعل من قبل قوة خفية، وفي هذه الجماعة الغامضة الأمر تبصر سلطانا كالمحكمة السرية التي تهيمن دوما على رجل».
Halaman tidak diketahui