Bismarck: Kehidupan Pejuang
بسمارك: حياة مكافح
Genre-genre
قضت الحركة الألمانية عليه وعلى مولاه!» ثم نهض بسمارك بسرعة وغادر الغرفة، وهكذا ينتهي بسمارك إلى حل المعضلات، فهو يفكر فيها ويقلب أمورها مقدارا فمقدارا، ثم يبدو له قياس تاريخي يقابل به الحال بالماضي فيحطم به خصومه، ثم يثب على رجليه ويفصح عن الحل المكنون في ذهنه.
وكلما اقتربت الحرب وضع بسمارك ذلك الحل موضع العمل، وهنالك يشتد حكمه المطلق، وتؤدي حرية النواب في قول ما يحلو لهم إلى عدم استعداد البلاد لقبول عظائم الأمور، وليتعقب النائب العام الأحرار أمام المحاكم بتهمة إساءة حق حرية الكلام إذن، وليعين قاضيان مساعدان لهذا الغرض إذن، ويسود اللندتاغ هياج، و«يمكنكم أن تزينوا قضاتكم بجميع ما في الدولة البروسية من أوسمة؛ فما كانت نجومكم لتغطي الجروح التي أصاب به أولئك الناس شرفهم، وما كانت تلك النجوم لتخفيهم عن أعين المعاصرين والأعقاب! وا أسفاه، إنهم جرحوا شرف وطنهم أيضا! تؤدي تلك الأساليب إلى التشاؤم الذي فيه خطر على الدولة! حتى إن أولي الدعة من الناس أخذوا يرون المستقبل حافلا ببذور الانتقام!» وهذا القول هو ما نطق به تويستن من فوق المنبر، وهذا القول هو للنائب تويستن الذي تعقبته النيابة العامة مع نواب آخرين، وهذا القول هو لتويستن الذي أشار به إلى الثورة عشية شهر الحرب.
ويجيب بسمارك عن ذلك بقوله: «وهكذا نجعل من المجلس محكمة استئناف أرفع من المحكمة العليا! وهكذا يجب علينا أن نمنح النواب من الامتيازات ما يجعلهم فوق أبناء الوطن الآخرين، وهكذا نمتع النواب بحقوق لا يحلم بها أشد الأشراف خيالا! وهكذا تطالبون لأنفسكم بحق كيل الشتائم وصب أفظع الافتراءات!» ويتعذر حل النزاع، ونزاع مثل ذلك هو الأمر الوحيد الذي كان يحفز الملك إلى شد أزر وزيره المكافح، ويحل اللندتاغ ويرضى بسمارك بالوضع.
والخطوة التالية هي الاطمئنان إلى فرنسة وإيطالية، ويجب على الملك أن يرسل كتابا إلى نابليون الثالث عند تأزم الأحوال إجابة إلى سابق رغبة في نابليون، وسيبلغ السفير إلى نابليون الثالث كل شيء، ويحل الوقت، ويقول غولتز للإمبراطور: «إننا لا نرغب في امتلاك الدوكيتين فقط، بل نرغب أيضا في اتحاد ألمانية الشمالية بزعامة بروسية.» ويعد الإمبراطور بالحياد، والإمبراطور لما كان يخامره من شك في وجود خطط أخرى لدى بروسية يصرح بأنه سيطالب بأملاك على الرين عند توسع بروسية بأكثر من ذلك، ويقوم بسمارك بالمفاوضات حذرا، ويرسل موضع ثقته، بليشرودر إلى باريس، وينقل بليشرودر رغبات بسمارك إلى روتشلد لكي يوصلها هذا إلى الإمبراطور، ومن ثم ترى كيف ينتفع بسمارك بصلاته الخاصة، ومن ثم ترى كيف ينتفع بسمارك حتى باليهود، ويمضي وقت قصير فيتكلم تيار في مجلس النواب بباريس عن قرب اتحاد دول شمال ألمانية فيقول إن رجحان فرنسة يتوقف على بقاء ألمانية مجزأة، وتهتز أركان المجلس بالهتاف لهذا القول، ويرتعب نابليون الثالث، ويبحث من الآن عن تعويض النمسة بسيليزية في مقابل شليسويغ منعا لزيادة بروسية قوة، وهكذا تنتقل تلك المساومة حول بعض الأقاليم من وزارة إلى وزارة ومن برلمان إلى برلمان، وهكذا تطفح جميع دواوين الشفرة
5
بالمذكرات المتبادلة عن الرغائب وعن سلوك الدول العظمى بعد حرب يمكن ألا تشهر.
ويزور برلين في ذلك الحين جنرال إيطالي، ويرى بسمارك من المصلحة أن تطلع فينة على المعاهدة السرية بين بروسية وفلورنسة؛ لما يؤدي إليه ذلك من احتجاج النمسة بشدة ومن غيظ مليكه، ويطلع على خططه فرانجل الشائب المشهور بإفشاء كل ما يسر إليه من فوره، ويقول بسمارك للجنرال الإيطالي: «أظن أنني قادر على جعل الملك يشهر الحرب، ولكنني لا أستطيع وضع يدي في النار!» وعلى ما كان من تحذير جميع الأجانب ببرلين لذلك الجنرال الإيطالي من مكايد بسمارك لم يقع أي سوء تفاهم في فلورنسة، ولما تصاعدت الشكاوى من فينة عزمت إيطالية على محالفة بروسية، وللطلاينة أن يستولوا على البندقية عند استيلاء البروسيين على بوهيمية، وهذه السفتجة
6
واجبة الأداء في ثلاثة أشهر، وما كان ليزعج ذلك الألماني الملكي «بسمارك» أن يستعين بالأجنبي ليضرب آل هابسبرغ الألمان.
ويأبى الملك ولهلم أن يوافق حينما استعد حلفاء بسمارك للإمضاء، وتخور أعصاب بسمارك، ويقول رون: «يشكو صديقنا من تشنج شديد في المعدة منذ يومين بعد أن نهكته أعماله الجبارة في الليل والنهار، وهو من انحطاط المزاج ومن الهياج والكدر ما صار معه في خطر؛ ولذا أجده يحتاج إلى جمع قواه الأدبية وإلى الخلاص من كل ألم بدني .» وفي ذلك الدور يفكر ويفكر معه رون في الاستقالة جديا، ولكن كلا الرجلين يتمالك بعد نهارين، ويكتب بسمارك إلى صديق له قوله: «تعرف من تجاربك الخاصة ما هي الحياة، وتعرف تكاليفها وحوادثها وغوائلها، وتعرف قلة الوقت ونقص القوة، ولا تظن أن القنوط هو الذي يملي علي ما أقول، فبالحرب أومن وإن كنت لا أدري هل أراها، ولكن الضنى يهلكني.» ولهجة مثل هذه مما لا يعرفه هذا المكافح، فلسفة فزهد فنصب.
Halaman tidak diketahui