Bismarck: Kehidupan Pejuang

Cadil Zucaytar d. 1377 AH
147

Bismarck: Kehidupan Pejuang

بسمارك: حياة مكافح

Genre-genre

بسمارك (مستفسرا) :

هل هي متفقة»

ولم يلق بسمارك جوابا عن سؤاله هذا، ولم ينفك بسمارك يسبر غور هذا السؤال في اثنتي عشرة سنة، وهذا هو السؤال الذي أدى إلى ترتيبات واحدة أو متماثلة في ثلاث أزمات كبيرة. ويزن بسمارك جميع احتمالات الوضع في مائة مذكرة وتقرير ورسالة يكتبها في ليال طويلة، والآن يستطيع بسمارك أن يوسع لعبته بسرعة واطمئنان كلاعب الشطرنج الماهر.

وفي اللندتاغ يصرخ الأحرار قائلين: «تسلم الحكومة منطقة مساحتها خمسمائة فرسخ مربع إلى فظائع حرب يشنها الروس! لا ينبغي للدم البروسي أن يسفك في سبيل سياسة طائشة كتلك! نزج بأنفسنا - من غير ضرورة - شركاء في مجزرة بشرية هائلة تنظر إليها أوروبة كلها بعين السخط!» ويضع بسمارك بأدب السؤال الآتي تجاه خطب تويستن وفالدك وفيرشوف تلك: «أتدع بولونية - إذا ما استقلت - جارتها بروسية قابضة على زمام دنزيغ وتورن؟ ألا إن التضحية بالنفس في سبيل القوميات الأجنبية على حساب الوطن مرض سياسي خاص بألمانية».

والأمر بين؛ فبسمارك على حق من حيث سياسة القوة؛ فما يريد أن يفعله في الساعة الراهنة فلا ينطوي على بغض لبولونية أكثر من ميل إلى روسية، فيسهل على دولة بولونية تبعث من جديد أن تصبح خطرة بمحالفتها روسية وفرنسة، ولكن بروسية إذا ما أزالت مخاوف القيصر المزمنة حول فتن تشتعل في بولونية بإمداده بما يحتاج إليه من العون غدا من العسير على القيصر إسكندر أن ينحاز إلى النمسة في تصفية الحساب بين بروسية والنمسة، وبذلك يمكن بسمارك أن يشري صداقة القيصر بثمن بخس؛ فما كان قراره ليوجب شهر حرب أو سفك دم، وما كان قراره ليكلف أكثر من إمضاء ومن بغضاء البولونيين، وبسمارك يتلقى حكما بالموت من وارسو في علبة صغيرة موثقة بحبل وعقدة سوداء وبيضاء، ويتلقى بسمارك حكما آخر بالموت من برشلونة جاء فيه: «إن اللجنة الثورية للدعاية حكمت عليك بالموت مجمعة، فعينت الأسبوع الأول من الشهر القادم للتنفيذ.»

بيد أن بسمارك لم يخف ذلك؛ فالشجاعة هي أجمل ما ورثه هذا الصنديد كابرا عن كابر، ولولا الشجاعة ما استطاع في العقد السادس من عمره على الأقل أن يشق طريقه وحيدا إلى الهدف رابط الجأش غير هياب، فيصمد لتهديد المجلس وريب الملك ونفوذ الكلمة وضغائن القصور ودسائس السفراء ثم لمسدسات المثاليين المتعصبين، ولو لم يبق شيء مما بنى بسمارك، ولو ظهر أن كل ما صنع بسمارك هو من الخطأ؛ لظل مثالا عاليا للشجاعة الأدبية لدى الألمان، وعنوان بسالة ثبت عطل الأمراء وزعماء طبقته منها، فكان ذلك سبب خسرانهم بعد حين.

وكانت المكايد في فينة أكثر من الشجاعة في بوتسدام، فيرى القوم فيها تلك اللهجة الجديدة من البلف

1

ويضحك أولياء الأمور في النمسة من زمجرة شمال ألمانية، وقد كانوا يبتسمون من برنامج بسمارك، وكان بسمارك قد قال لكاروليه بعد تسلمه منصبه بقصير وقت: «لا بد من تحسن صلاتنا أو فسادها، وتود بروسية أن تصير تلك الصلات إلى أحسن مما كانت عليه ، ولكننا إذا ما أبصرنا عدم تساهل من مجلس الوزراء الإمبراطوري لم نتردد في سلوك النجد

2

Halaman tidak diketahui