Bisharah Mustafa
بشارة المصطفى
الأعمش سليمان قال : بعث إلي أبو جعفر أمير المؤمنين وهو نازل بطريايا فأتاني رسوله بالليل فقال أجب أمير المؤمنين قال فقلت في نفسي ما بعث إلي أمير المؤمنين في هذه الليلة إلا ليسألني عن فضائل علي فلعلي إن أخبرته قتلني قال فكتبت وصيتي فلما دخلت عليه قلت السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال وعليك السلام يا سليمان ما هذه الريح قال قلت يا أمير المؤمنين أتاني رسولك بالليل فقلت ما بعث إلي أمير المؤمنين في هذه الساعة إلا ليسألني عن فضائل علي(ع)فلعلي إن أخبرته قتلني فكتبت وصيتي ولبست كفني قال وكان أبو جعفر متكئا فاستوى قاعدا ثم قال لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ثم قال يا سليمان كم تروي في فضائل علي(ع)قال قلت كثيرا يا أمير المؤمنين فقال والله لأحدثك بحديثين لم تسمع بمثلهما قط قال قلت حدث يا أمير المؤمنين قال كنت هاربا من بني مروان وأنا في أطمار لي رثة وكنت أتقرب إلى الناس بحب علي(ع)فيطعموني ويقربوني حتى مررت ذات عشية بمسجد قد أقيمت فيه صلاة المغرب فقلت في نفسي لو دخلت المسجد فصليت وسألت أهله عشاء قال فلما صليت دخل المسجد غلامان فلما نظر إليهما إمام المسجد قال مرحبا بكما وبمن اسمكما على اسمهما فقلت لشاب لجانبي من الغلامان من الشيخ؟ فقال ابنا ابنه وليس في المدينة أحد يحب عليا حبه قال فقمت إليه فقلت أيها الشيخ ألا أحدثك حديثا أقر به عينك قال إن أقررت عيني أقررت عينك قال فقلت أخبرني أبي عن جدي عن ابن عباس قال بينا نحن قعود عند رسول الله(ص)إذ أقبلت فاطمة(ع)وهي تبكي فقال لها ما يبكيك يا فاطمة فقالت يا نبي الله(ص)غاب عني الحسن والحسين البارحة فما أدري أين باتا فقال(ص)لا تبكي يا فاطمة إن لهما ربا سيحفظهما ثم رفع(ص)يده إلى السماء ثم قال اللهم إن كانا أخذا برا أو بحرا فاحفظهما وسلمهما قال فأتاه جبرئيل فقال يا رسول الله لا تحزن هذا الحسن والحسين في حظيرة بني النجار قد وكل بهما ملكا يحفظهما قد فرش أحد جناحيه لهما وأظلهما بالآخر قال فقام النبي(ص)وقام معه أصحابه حتى دخل الحظيرة فإذا الحسن والحسين معانق أحدهما صاحبه قد فرش لهما الملك أحد جناحيه وأظلهما بالآخر فأقبل النبي حتى عانقهما ثم بكى وأخذهما ثم حمل الحسن على عاتقه الأيمن والحسين على عاتقه الأيسر
Halaman 114