بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله
الحمد لله غافر الذنوب، وكاشف الكروب، وساتر العيوب، وقابل التوب، أحمده وأشكره وأستغفره، وإليه من كل حوب أتوب، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له علام الغيوب، وأشهد أن سيدنا محمد ﷺ عبده ورسوله، السيد الكامل الفاتح الخاتم في الخلاق، أو اشتدت الأهوال والخطوب، وصلى الله عليه وعلى آله وأزد ذريته وصحبه الصابرين الصادقين، القانتين الذاكرين الله قياما وقعودا وعلى الجنوب، صلاة دائمة عدد ما خلق الله، وعدد ما هو خالقه، تنجي قالها من كل مرهوب، وتنيله بها كل محبوب، ومرغوب، وسلم تسليما وكرم وزاده شرفا، وتعظيما أبدا دائما سرمدا.
أما بعد: فإن الله تعالى وعد عباده المؤمنين مغفرته في كتابه المبين، وعلى لسان رسوله الصادق الأمين فقال ﷾ (قُل يا عبادي الَّذينَ أَسرَفوا عَلى أَنفُسِهِم لاتَقنطوا مِن رَحمَةِ اللَهَ إِنّ الله يَغفِرُ الذُنوبَ جَميعًا إِنّهُ هُوَ الغَفورُ الرَحيم) وقال تعالى (وَمَن يَعمَل سُوءًا أَو يَظلِم نَفسَهُ ثُمَّ يَستَغفِرِ اللَهَ يَجِدِ اللَهَ غَفورًا رَحيما) .
والآيات في ذلك كثيرة.
وبشر النبي ﷺ أمته بالمغفرة في أحاديث كثيرة منها: قوله ﷺ فيما يرويه عن ربه عزوجل: (يا ابنَ آَدم إِنّكَ ما دَعوتَني وَرَجوتَني، غَفَرَتُ لَكً عَلى ما كانَ مِنكَ وَلا أُبالي، يا ابنَ آَدمَ وَلَو بَلَغَت ذُنوبُكَ عَنانَ السماءِ ثُمَّ استَغفَرتَني غَفَرتُ لَك) . رواه الترمذي.
1 / 11
وروى مسلم (يا ابنَ آَدَم كُلُكُم مُذنِب إِلاّ مَن عافيتُ فاستَغفِروني أَغفِرُ لَكُم) .
وقال ﷺ: قال إبليس: (وعزتك لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم، فقال الله ﷿ وجلالي، لا أزال أغفر لهم ما استغفروني) .
رواه الحاكم، وقال: صحيح في الإسناد.
وقد روى عن سيد الأولين والآخرين ﷺ أحاديث في الحث على أقوال، وأفعال، وأحوال رتب المغفرة على قولها، أو فعلها.
وورد عنه ﷺ أحاديث في الحث على أقوال وأفعال وعد الجنة على أقوال، وأفعال، وأحوال رتب المغفرة على قولها، أو فعلها.
وورد عنه ﷺ أحاديث في الحث على أقوال، وفعال، وعد النجاة من النار، أو العتق منها، أو البعد عنها على فعلها وقولها، أجارني الله وجميع إخواني المسلمين منها. ولما كثرت ذنوبي وعظمت، وأرهقتني، ولم يبق لي عمل غير رجائي لربي ﷿، فتعلقت بوعده، فإنه كريم رحيم غفور حليم، لا يخلف الميعاد، فعزمت على جمع ما تصل إليه قدرتي من الأحاديث الصحيحة، والحسنة، والضعيفة في ذلك، ورتبته على ثلاثة أبواب:
الباب الأول
فيما ورد من الأحاديث التي وعد النبي النجاة من النار
لمن قال ذلك أو فعله أو أعتقه الله من النار أو باعده الله منها
1 / 12
ولا يترك العمل بالحديث الضعيف في جميع ذلك لما روى الحسني ابن عرفة بسنده عن جابر بن عبد الله ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: (من بلغه عن الله ﷿ شيء فيه فضيلة فأخذوه) . وفي رواية (فأخذ به إيمانا به، ورجاء ثوابه أعطاه الله ذلك، وإن لم يكن كذلك) .
وورد نحوه من غير هذا الطريق أنه: (من بلغه عن الله ﷿ شيء فيه فضيلة فلم يصدقها لم ينلها) .
وما وجدته من تصحيح وتحسين وتضعيف فقوله في ذلك للإمام زين الدين المنذري، والشيخ نور الدين الهيثمي، والشيخ زين الدين العراقي، وما كان غير ذلك عزوته إلى مخرجه فإن كان فيه تصحيح، أو تحسين، أو تضعيف ذكرته، وإن أطلقت وعزوته مثلا إلى الطبراني، أو غيره ففيه مقال، ويجوز العمل به في الترغيب والترهيب، وفي فضائل الأعمال، كما نص عليه العلماء ﵃، وعلى العبد أن يفعل، ويقول ما أمره به سيده، والله ﵎ أكرم من أن يخيب سعيه، وعلى الله الكريم اعتمادي، وإليه تفويضي وإستنادي، وأسأله النفع به لي ولإخواني المسلمين، وهو حسبي ونعم الوكيل.
1 / 13
في الأفعال والأقوال المحصلة للمغفرة
1 / 15
إن شاء الله تعالى
إسباغ الوضوء من أسباب المغفرة
عن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: (إذا توضأ العبد المسلم، أو المؤمن فغسل وجهه، خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة بطشتها يداه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيا من الذنوب) .
ورواه أيضا من حديث عثمان ﵁ (من توضأ فأحسن الوضوء خرج خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره) .
وفي رواية عثمان ﵁ أنه توضأ ثم قال: رأيت رسول الله ﷺ توضأ مثل وضوئى هذا، ثم قال: (من توضأ هكذا غفر له ما تقدم من ذنبه، وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة) . رواه مسلم.
وزاد النسائي (ما من امرىء يتوضأ فيحسن وضوءه، إلا غفر له ما بين الصلاة والصلاة الأخرى حتى يصليها) . وسنده على شرط الشيخين.
1 / 17
ولفظ للنسائي (من أتم الوضوء كما أمر الله تعالى فالصلوات الخمس كفارة لما بينهم) ز ورواه البخاري أيضا من حديث عثمان، أنه توضأ فأحسن الوضوء ثم قال: (من توضأ مثل وضوئي هذا، ثم أتى المسجد فركع ركعتين، ثم جلس غفر له ما تقدم من ذنبه) .
قال وقال رسول الله ﷺ: (لا تغتروا) .
ورواه البزار من حديث عثمان قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (لا يسبغ عبد الوضوء إلا غفر له ما تقدم من ذنبه، وما تأخر) وإسناده حسن.
وقد ورد تكفير الذنوب وغفرانها بالوضوء في أحاديث كثيرة هذا حاصلها.
لكن رواه مسلم من حديث عمرو بن عبسة الطويل (فإن هو قام فصلى، فحمد الله، وأثنى عليه، ومجده بالذي هو أهله، وفرغ قلبه لله، إلا
1 / 18
خرج من خطيئته كيوم ولدته أمه) .
ورواه أصحاب السنن الأربعة، وعبد بن حميد في مسنده، ورواه الإمام أحمد، وزاد: (لم يحدث نفسه بشىء) .
(والوضوء يكفر ما قبله ثم تصيير الصلاة نافلة) .
وفي رواية: (إذا توضأ الرجل المسلم خرجت ذنوبه من سمعه، وبصره، ويديه، ورجليه، فإن قعد قعد مغفورا له) ز وعن علي ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (إسباغ الوضوء في المكاره، وإعمال الأقدام إلى المساجد، وإنتظار الصلاة بعد الصلاة، يغسل الخطايا غسلا) ز رواه أبو يعلى والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم.
وزاد مسلم (فذلكم الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط) وزاد ابن ماجه وابن حبان (ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا، ويزيد به في الحسنات) فذكره.
وزاد أحمد من حديث أبي الدرداء: (إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم صلى ركعتين، أو أربعا يحسن فيهن الركوع، والخشوع، ثم استغفر الله غفر
1 / 19
له) . وإسناده حسن. ورواه أبو يعلى.
وعن ابن عباس ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: (أتاني الليلة آت من ربي عزوجل، قال: يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: نعم، في الموجبات، والكفارات، ونقل الأقدام إلى الجماعات، وإسباغ الوضوء في السبرات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، ومن حافظ عليهن عاش بخير، ومات بخير، وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه) . رواه الترمذي وقال حسن، السبرات: شدة البرد.
فضل العلم والعلماء
وعن أبي موسى ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (يبعث الله العباد يوم القيامة، ثم ميز العلماء فيقول يا معشر العلماء، إني لم أضع علمي لأعذبكم، اذهبوا فقد غفرت لكم) .
وفي رواية: (إني لم أجعل علمي وحلمي فيكم إلا وأنا أريد أن أغفر لكم على ما كان فيكم، ولا أبالي) رواه الطبراني في الكبير وفيه موسى بن عبيدة ضعيف.
المؤذن أهلٌ لمغفرة الله
وعن ابن عمر ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: (يغفر للمؤذن منتهى أذانه، ويستغفر له كل رطب ويابس سمعه) رواه أحمد بسند
1 / 20
صحيح.
زاد البزار (ويجيبه بدل ويستغفر) .
في رواية لأحمد (يغفر له مد صوته ويصدقه كل رطب ويابس) .
وزاده النسائي (وله أجر مثل أجر من صلى معه) .
ولابن حبان (يغفر له مد صوته ويشهد له كل رطب ويابس) .
وقال: قال رسول الله ﷺ: (اللهم ارشد الأئمة واغفر للمؤذنين) رواه أبو داود وغيره.
وعن سعد بن أبي وقاص ﵁ عن رسول الله ﷺ (من قال حين يسمع المؤذن وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد
1 / 21
رسولا غفرت له ذنوبه) رواه مسلم والترمذي واللفظ له، ورواه ابو عوانة في مستخرجه على مسلم ولفظه عن النبي ﷺ: (من قال حين يسمع المؤذن: (أشهد أن لا إله إلا الله، رضيت بالله ربا، وبالاسلام دينا، وبمحمد نبيا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر) . وفي رواية (وبمحمد رسولا) فيجمع بينهماز
السعي إلى المساجد من أسباب المغفرة
وعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته، وفي سوقبه خمسا وعشرين درجة، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه اللهم صلى عليه، اللهم ارحمه، ولا يزال في صلاته ما انتظر الصلاة) .
وفي رواية: (اللهم اغفر له، اللهم تب عليه، ما لم يؤذ فيه، وما لم يحدث فيه) رواه البخاري ومسلم.
ولمسلم من حديث ابن مسعود ﵁: (إلا كتب له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفع بها درجة، ويحط عنه بها سيئة) .
وفي لفظ ابن حبان قال أبو هريرة: قال رسول الله ﷺ: (من حين يخرج أحدكم من منزله إلى مسجد، فرجل تكتب حسنة، ورجل تحط سيئة حتى يرجع) ز ولأحمد (ذاهبا وراجعا) .
ولابن خزيمة من حديث عثمان ﵁: (من توضأ فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى صلاة مكتوبة قضاها مع الإمام غفر له ذنبه)
1 / 22
ولأبي داود من حديث رجل من الأنصار (إذا توضا أحدكم فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى الصلاة لم يرفع قدمه اليمنى إلا كتب الله له بها حسنة، ولم يضع قدمه اليسرى غلا حط الله ﷿ عنه سيئة، فليقربه أو ليبعد فإن أتى المسجد فصلى في جماعة غفر له، فإن أتى المسجد، وقد صلوا بعضا وبقي بعض صلى ما أدرك وأتم ما بقى، كان كذلك فإن أتى المسجد وقد صلوا، فأتم الصلاة كان كذلك) .
وعن أبي ذر ﵁ أن النبي ﷺ خرج في الشتاء والورق يتهافت، فأخذ غصنا من شجرة، فجعل ذلك الورق يتهافت، فقال: (يا أبا ذر) فقلت: لبيك يا رسول الله. فقال: (إن العبد المسلم إذا قام يصلي الصلاة يريد بها وجه الله تهافت عنه ذنوبه كما يتهافت هذا الورق عن الشجرة) . رواه أحمد بإسناد حسن.
كثرة السجود معين على دخول الجنة
وعن ثوبان مولى رسول الله ﷺ أنه سأل رسول الله ﷺ عن عمل يدخل به الجنة، أو بأحب الأعمال إلى الله؟ قال: (عليك بكثرة السجود، فإنك
1 / 23
لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، واستكثروا من السجود) وإسناده صحيح.
وعن أبي أيوب ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (من توضأ كما أمر، وصلى كما أمر غفر له ما تقدم من عمل) . رواه النسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه.
وعن أنس ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (من صلى الفجر بجماعة، ثم قعد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة) .
قال رسول الله ﷺ: تامة، تامة، تامة) رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب وعند الطبراني (بمنزلة حجة وعمرة متقبلتين) . قلت: وتمام الحج والعمرة وقبولهما يستلزم المغفرة.
1 / 24
وعن سهل بن معاذ ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: (من قعد في مصلاه حين ينصرف من صلاة الصبح حتى يصلي ركعتي الضحى، لا يقول إلا خيرا، غفر له خطاياه، وإن كانت أكثر من زبد البحر) . رواه أحمد وأبو داود وأبو يعلى.
جزاء الذاكرين في أدبار الصلوات
وعن عائشة ﵂ قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (من صلى الفجر أو قال الغداة فقعد في مقعده، فلم يلغ بشىء من أمر الدنيا، ويذكر الله تعالى حتى يصلي الضحى أربع ركعات، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه لا ذنب له) . رواه أبو يعلى، واللفظ له، والطبراني.
وعن أبي ذر ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: (من قال في دبر صلاة الفجرن وهو ثان رجلي قبل أن يتكلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير عشر مرات، كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان في يومه ذلك كله في حرز من كل مكروه، وحرس من الشيطان، ولم يتبع لذنب أن يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح غريب. والنسائي وزاد فيه (بيده الخير، وكان له بكل واحدة قالها بعتق رقبة) .
ورواه أيضا من حديث معاذ وزاد فيه (ومن قالهن حين ينصرف من
1 / 25
صلاة العصر أعطي مثل ذلك في ليلته) .
وعن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: (من سبح الله في دبر صلاة الغداة مائة تسبيحة، وهلل مائة تهليلة، غفرت له ذنوبه، ولو كانت مثل زبد البحر) . رواه النسائي.
وعن واثلة بن الأسقع ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (من صلى صلاة الصبح، ثم قرأ قل هو الله أحد مائة مرة. قبل أن يتكلم، فكلما قال قل هو الله أحد غفر له ذنب سنة) رواه ابن السني.
وعن عمارة بن شبيب النسائي قال: قال رسول الله ﷺ: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير عشر مرات على إثر المغرب، بعث الله له مسلحة يحفظونه من الشيطان حتى يصبح، وكتب له بها عشر حسنات موجبات، ومحى له بها عشر سيئات موبقات، وكان له بعدل عشر رقبات مؤمنات) رواه النسائي.
وعن أبي أيوب ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: (من قال إذا أصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير عشرات مرات، كتب الله له بهن عشر حسنات، ومحا عنه بهن عشر سيئات، ورفع له بهن عشر درجات، وكن له عدل عشر رقبات، وكن له حرسا حتى يمسي، ومن قالهن إذا صلى المغرب دبر صلاته فمثل ذلك حتى يصبح) رواه أحمد والنسائي، وابن حبان في صحيحه، وهذا لفظه.
1 / 26
وفي رؤاية (وكن له عدل عشر رقبات، وأجاره الله من الشيطان، ومن قالها عشية مثل ذلك) . رواه النسائي واللفظ له، وأحمد وزاد: (ويحيى ويميت) . وقال: (وكتب الله له بكل واحدة عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع الهل له بها عشر درجات، وكن كعشر رقبات، وكن له مسلحة من أول النهار إلى آخره، ولم يعمل يومئذ عملا يقهرهن، وإن قالهن حين يمسي فمثل ذلك) رواه الطبراني كمثل أحمد وسندهما جيد.
وعن معاذ بن جبل ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (من قال حين ينصرف من صلاة الغداة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، بيده الخير وهو على كل شيء قدير أعطى بها سبعا: كتب الله له بهن عشر حسنات، ومحا عنه بهن عشر سيئات، ورفع له بهن عشر درجات، وكن له عدل عشر نسمات، وكن له حافظا من الشيطان، وحرزا من كل مكروه، ولم يلحقه في ذلك اليوم ذنب إلا الشرك بالله، ومن قالهن حين ينصرف من صلاة المغرب أعطى مثل ذلك ليلته) . رواه ابن أبي الدنيا والطبراني بإسناد حسن.
زاد الطبراني في الكبير من رواية أبي الدرداء: (لا إله إلا الله واحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، كتب الله له بكل مرة عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكن له في يومه ذلك حرزا من كل مكروه، وحرسا من الشيطان الرجيم، وكان له بكل مرة عتق رقبة من بني إسماعيل، ثمن كل رقبة اثنا عشر ألفا، ولم يلحقه يومئذ ذنب إلا الشرك بالله، ومن قال ذلك بعد صلاة المغرب
1 / 27
كان له مثل ذلك) .
وكذا رواه أحمد وزاد: (وكان من أفضل الناس عملا إلا رجل يفضله) يقول: أفضل مما قال، ولم يذكر العتق، ورجاله رجال الصحيح غير شهر.
وعن معاذ بن جبل ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (من قال بعد الفجر، وبعد العصر: استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه ثلاث مرات، كفرت عنه ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر) .
الصلاة في الصف الأول من أسباب المغفرة
وعن العرباض بن سارية ﵁ أن رسول الله ﷺ (كان يستغفر للصف المقدم ثلاثا، وللثاني مرة) رواه ابن ماجه. وصححه الحاكم. ولفظ ابن حبان في صحيحه: (كان يصلي على الصف المقدم ثلاثا، وعلى الثاني واحدة) .
وفي لفظ (إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول) قالوا: يا رسول الله، وعلى الثاني؟ قال: (إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول) قالوا: يا رسول الله وعلى الثاني؟ قال: (وعلى الثاني) .
1 / 28
وعن عائشة ﵂ قالت: قال رسول الله ﷺ: (لإن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف) رواه أحمد، والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم. وزاد ابن ماجه (ومن سد فرجة رفعه الله بها درجة) .
وروى الطبراني من حديثها: (من سد فرجة رفعه الله بها درجة وبنى له بيتا في الجنة) .
وعن أبي جحيفة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: (من سد فرج في الصف غفر له) . رواه البزار بسند حسن.
التأمين خلف الإمام من مفاتيح الجنة
وعن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: (إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا آمين، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه) . رواه البخاري.
وفي رواية له: (إذا قال أحدكم آمين وقالت الملائكة في السماء آمين
1 / 29
فوافقت إحديهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه) .
وفي رواية للنسائي: (فإنه من وافق كلام الملائكة غفر لمن في المسجد) .
ورواه ابن وهب في مصنفه من رواية عن ابن نصر عنه: (ما تقدم من ذنبه وما تأخر) .
وعن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: (إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده، فقولوا اللهم ربنا لك الحمد، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه) . رواه البخاري وغيره. وفي رواية (ولك الحمد) .
وعن علي ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (لا تزال أمتي يصلون هذه الأربع ركعات قبل العصر حتى تمشي على الأرض مغفورا لها مغفرة حتما) رواه الطبراني في الأوسط، وهو غريب.
وعن عمار بن ياسر ﵁ قال: (رأيت حبيبي رسول الله ﷺ يصلي بعد المغرب ست ركعات) .
وقال: (من صلى المغرب ست ركعات غفرت له ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر) . رواه الطبراني في الثلاثة وهو غريب.
كلمات تقال عند النوم تجلب المغفرة
وعن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ قال: (من قال
1 / 30
حين يأوي إلى فراشه لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، سبحانه الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، غفرت له ذنوبه، أو خطاياه) - شك مسعر - (وإن كانت مثل زبد البحر) . رواه ابن حبان في صحيحه. وزاد النسائي (سبحان الله وبحمده) . وقال في آخره: (غفرت له ذنوبه، وإن كانت أكثر من زبد البحر) .
وعن أبي سعيد عن النبي ﷺ قال: (من قال حين يأوي إلى فراشه أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه ثلاث مرات غفرت له ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر، وإن كانت عدد ورق الشجر، وإن كان عدد رمل عالج، وإن كانت عدد أيام الدنيا) . رواه الترمذي من طريق عبيد الله بن الوليد الوصافي عن عطية عن أبي سعيد، قال الترمذي: حديث حسن غريب، وتابعه عصام بن قدامة، وهو ثقة خرج له البخاري في تاريخه.
وعن أبي الدرداء ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (من قال إذا أوى إلى فراشه الحمد لله الذي علا فقهر، وبطن فخير، وملك فقدر، الحمد لله الذي يحي ويميت، وهو على كل شيء قدير، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه) . رواه الطبراني في الوسط، والحاكم، والبيهقي في الشعب.
عن عبادة بن الصامت - رضي الله نه - عن النبي صلى الله عليهوسلم قال: (من تعار من الليل، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة، غلا بالله العلي العظيم، ثم قال: اللهم اغفر لين أو دعا استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته) . رواه البخاري وغيره.
1 / 31
وعن عبد الله بن عمرو عن رسول الله ﷺ قال: (من قال حين يتحرك من الليل: باسم الله عشر مرات، وسبحان الله عشرا، وآمنت بالله، وكفرت بالطاغوت عشرا، وفي كل ذنب يتخوفه، ولم يتبع أن يدركه إلى مثلها) . رواه الطبراني في الأوسط.
وعن عائشة ﵂ عن النبي ﷺ قال: (ما من عبد يقول حين رد الله روحه لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير إلا غفر الله ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر) . رواه ابن السني.
وعن أبي أمامة ﵁ عن رسول الله ﷺ قال: (عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم) . رواه الترمذي والحاكم، وقال: صحيح على شرط الشيخين.
ذاكر الله بعد النوم مغفور له
وعن أبي مالك الأشعري ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (ما من رجل يستيقظ من الليل فيوقظ إمرأته، فإن غلبها النوم نضح في وجهها الماءن فيقومان في بيتهما فيذكران الله ﷿ ساعة من ليل إلا غفر لهما) . رواه الطبراني في الكبير.
1 / 32