Biography of Lady Aisha, Mother of the Believers
سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين
Penyiasat
محمد رحمة الله حافظ الندوي
Penerbit
دار القلم
Nombor Edisi
الأولى / ١٤٢٤ هـ
Tahun Penerbitan
٢٠٠٣ م
Genre-genre
مناسبة مباركة تبعث على الفرح والسرور بالنسبة لعائشة (ض)، وكان المفروض أن تسر بها عائشة وتنسى كل ما مضى، ولا تتفوه بكلمة تكاد تغضب النبي ﷺ، ولكنها آثرت فهم الشريعة وحل عقدتها على هذه الفرحة، فماذا سمع منها الرسول ﷺ أول ما سمع؟ قالت: إنك أقسمت أن لا تدخل علينا شهرا، وإنا أصبحنا لتسع وعشرين ليلة أعدها عدا؟ فقال النبي ﷺ: «الشهر تسع وعشرون، وكان ذلك الشهر تسعا وعشرين ...» (١).
استأذن رجل على رسول الله ﷺ فقال: ائذنوا له، بئس أخو العشيرة أو ابن العشيرة، فلما دخل ألان له الكلام، فتعجبت عائشة من ذلك، فلما نهض قالت: يا رسول الله! قلت الذي قلت، ثم ألنت له الكلام؟ فقال ﷺ «أي عائشة! إن شر الناس من تركه الناس، أو ودعه الناس اتقاء فحشه» (٢).
كان النبي ﷺ لا يقبل هدايا الأعراب وأصحاب البادية، لما كان يعلم أنهم لا يتحرون في أطعمتهم وأشربتهم، ولا يحتاطون فيها، كما أنهم ليس لديهم علم كاف بشرائع الإسلام ومبادئ الدين، وذات يوم جاءت أم سنبلة، وأهدت إلى رسول الله ﷺ لبنا، فلم تجده، فقالت لها عائشة: إن رسول الله ﷺ قد نهى أن يؤكل طعام الأعراب، فدخل رسول الله ﷺ وأبو بكر فقال: ما معك يا أم سنبلة؟ قالت: لبنا أهديت لك يا رسول لله، قال: اسكبي أم سنبلة، فسكبت، فقال: ناولي أبا بكر، ففعلت، فقال: اسكبي أم سنبلة، فسكبت، فناولت رسول الله ﷺ فشرب، قالت عائشة: يا رسول الله كنت حدثت أنك قد نهيت عن طعام الأعراب؟ فقال: «يا عائشة! إنهم ليسوا
_________
(١) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المظالم والغصب برقم ٢٤٦٨ في حديث طويل، وكتاب النكاح برقم ٥١٩١، ومسلم في صحيحه كتاب الطلاق برقم ١٤٧٥، والترمذي في سننه كتاب التفسير برقم ٣٣١٨.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الأدب باب ما يجوز من اغتياب أهل الفساد والريب برقم ٦٠٥٤ ومسلم في صحيحه كتاب البر والصلة والآداب برقم ٢٥٩١، والترمذي في سننه كتاب البر والصلة برقم ١٩٩٦، وأبو داود كتاب الأدب برقم ٤٧٩١.
1 / 66