Anak Perempuan Konstantin
بنت قسطنطين
Genre-genre
وانكشف الغطاء كله لعيني الفتى ... واستسلم للشيخ مسلوب الإرادة، قد محا هذا اللقاء من رأسه صفحات وأثبت صفحات ...
وأوى به البطريق إلى دار أنيقة في أبيدوس، ثم دعا أهله رجلا رجلا، وامرأة امرأة ليتعرفوا إلى نسيبهم العربي، ومثلت بين يدي عتيبة امرأة كأنها سبيكة، في مفرقها جوهرة، وعلى صدرها قلادة، فوثب إليها يريد أن يضمها إليه ويسند رأسه إلى كتفها، وهو يهتف ذاهلا: أمي سبيكة!
قال الشيخ وربت كتفه: تلك خالتك يا بني، توءمة لأمك، وما كان اسم أمك سبيكة يوم ذهبت، ولكني أوثر منذ اليوم أن يكون اسمها سبيكة ... ليت شعري كيف صار اسم أختها «روديا» في بيت سيدها؟
2
قال الفتى: ومن تكون روديا هذه يا أبي؟ - بنت أخرى، استباها الغزاة في غارة معاوية ... - وغاب عنك خبرها من يومئذ؟ - وغاب عني خبرها من يومئذ! - ولا أثر يدل عليها؟ - جوهرة وقلادة كذلك.
وجاءت امرأة البطريق فضمت عتيبة إلى صدرها وهي تهتف: ابني! ابني!
وعرف عتيبة كثيرين وكثيرات، كلهم من بني الخال والخالة، لو وافق أحدا منهم قبل اليوم في المعركة لعلاه بسيفه راجيا عند الله الأجر ...
وأخذ جده البطريق يطوف به في حجرات الدار: هذه الدمى كانت تلعب بها أمك يا عتيبة ... وهذه السلة كانت تجمع فيها الزهر ... وهذه الشجرة هي غرستها بيديها، ولم تذق من ثمرتها شيئا ... وهذا الثوب آخر ما خلعت قبل أن يذهب بها أبوك!
وكانت الدموع تنحدر على خدي الشيخ فتجاوبها دموع الفتى ...
واحتمل عتيبة ما احتمل من آثار أمه، ومما أهدى إليه الشيخ من طرائف الروم، ثم ودع أسرته هذه الجديدة وعاد إلى معسكره، يشيعه عشرات من بني الأخوال والخالات ...
Halaman tidak diketahui