Anak Perempuan Konstantin
بنت قسطنطين
Genre-genre
وقعت حوادث هذه القصة خلال النصف الثاني من القرن الأول بعد الهجرة، والحكم يومئذ لبني أمية، ودمشق عاصمة الدولة العربية العظمى، وجيوش الفتح توغل في الشرق والغرب والشمال والجنوب، والرقعة العربية تنبسط كل يوم أميالا وفراسخ، والإمبراطوريات العريقة تتهاوى إمبراطورية بعد إمبراطورية، والأباطرة المتألهون يخرون للأذقان سجدا؛ إذ لا يستطيعون عن أنفسهم، ولا عمن حولهم دفاعا ولا مقاومة ...
وكانت الخطة العربية يومئذ أن يصير هذا البحر المتوسط بيننا وبين أوروبا - وكان اسمه يومذاك بحر الروم - أن يصير بحر العرب، ليس على شواطئه الفوقانية ولا التحتانية إلا بلاد عربية يرتفع فيها الأذان وتقام الصلوات.
وكان الجيش الزاحف في شمال إفريقية قد فتح مصر، وبرقة وما يليهما من بلاد المغرب حتى بلغ شاطيء المحيط الأطلسي - وهو يومئذ آخر الدنيا من جهة الغرب - فأخذ يتطلع إلى الشمال يريد أن يثب إلى أوروبا من نحو المضيق - مضيق جبل طارق - لينساب من شبه جزيرة أيبريا إلى أرض إفرنسة ورومية.
وكانت جيوش عربية أخرى في المشرق قد طهرت ثغور الشام من بقايا الروم، وأبطلت مقاومتهم، ثم مضت زاحفة، فاخترقت شبه جزيرة الأناضول، وعسكرت تحت أسوار بيزنطة - القسطنطينية - عاصمة الدولة الرومانية الشرقية، تريد أن تثب إليها فتملكها، في الوقت الذي تثب فيه جيوش المغرب إلى شبه جزيرة أيبريا، ثم يمضي الجيشان مشرقين ومغربين، حتى يلتقيا في الأرض الكبيرة، أرض رومية، عاصمة الدولة الرومانية الغربية، وبذلك تخلص أوروبا للعرب، ويصير بحر الروم بحيرة عربية، فليس ثمة إسبانيا، ولا إفرنسة، ولا الإمبراطورية الرومانية ...
وكانت الخطة ماضية إلى غايتها بلا ريث، فما تزال الأنباء تتوالى على عاصمة العرب، كل مشرق صبح ومغرب شمس، بما أفاء الله عليهم من الفتح والنصر في كل جبهة من جبهات القتال، فملك العرب شبه جزيرة الأندلس، وأزالوا عنها ملك إسبانيا والبرتغال، ووثبوا إلى فرنسا، فاحتلوا من جنوبها بلادا على الشاطيء، وجهروا فيها بالأذان وأقاموا الصلوات ...
وأحرزت جيوش المشرق على الروم نصرا بعد نصر، فاخترقت شبه جزيرة الأناضول، ونفدت منها إلى البحر الأسود، فعسكرت على شواطئه، وصارت القسطنطينية على مرمى السهم ...
وجاءت الأنباء من تركستان والعجم، ومن الهند والصين، ومن بلاد الحبش والزنج، بما فتح الله على العرب من تلك الأصقاع البعيدة الشاسعة المترامية الأطراف.
كل ذلك ولم يمض على العرب منذ هاجروا بدينهم إلى الله، غير بضع عشرات من السنين لا تبلغ تمام القرن.
وكان لهذه الفتوح آثارها في المجتمع العربي بدمشق وغير دمشق من العواصم العربية، فتفتحت عيون العرب على ألوان من الترف وفنون من الحضارة لم يكن لهم بها عهد ...
وكان من آثارها أن كثر الأسارى والسبايا في أيدي المقاتلين العرب، فانتقلوا بهم إلى الحواضر العربية، فمنهم من والى العرب وآمن بدينهم، واندمج في المجتمع العربي، وعاش بين العرب مولى من مواليهم ينتسب إليهم ولا يحسب منهم، ومنهم من انتقل من أيدي المقاتلين إلى سوق الرقيق، يشتريه من يشتري للعمل والمهنة، أو للتكثر بالأتباع ...
Halaman tidak diketahui