Benjamin Franklin
بنجامين فرنكلين
Genre-genre
مؤرخ.
معاهدة مع سيدة
وهذه رسالة من نوع آخر غير الرسائل إلى الصحف، وغير الرسائل إلى سائر الأشخاص، كتبها إلى السيدة بريون
Brillon
إحدى سيدات المجتمع الرفيع في باريس، وكان يكتب إليها باللغة الفرنسية فتصحح له أخطاءه وتدربه على التعبير الفصيح في الكتابة والكلام بتلك اللغة، وقد كتبت إليه من نيس تعاتبه؛ لأنه انصرف عن الاهتمام بها في غيابها ووجه التفاته إلى سيدات غيرها، وكان الخطاب في صيغة المراسم الدولية، فكتب إليها الرد في صيغة معاهدة سياسية وقدم لها بفاتحة تمهيدية (بروتوكول ) فقال:
باسي، في 27 من يوليو سنة 1782
ما أبعد الفارق بينك وبيني! إنك تعدين عيوبي كثيرة حتى لقد تربى على الإحصاء، وأنا لا أرى لك إلا عيبا واحدا لعله من عيوب نظارتي، ذاك ضرب من الطمع يوحي إليك أن تعظمي عاطفتي وتستأثري بها وحدك، حتى لا بقية فيها لواحدة من سيدات وطنك المحبوبات، وكأنك تحسبين أنها من العواطف التي لا تقبل القسمة إلا نقصت وتفرقت، وهي غلطة في الحساب وفي النظر إلى طبيعة الموقف الذي وقفتني فيه وقضيت به علي. فإنك تجردين حبنا من كل صلة جسدية غير ما يكون من عناق كعناق أولاد العم عند مقدمهم من الريف. فماذا بقي من العاطفة مما يسوغ لي أن أتجه به إلى الأخريات دون أن يغض ذلك أو ينقص من محبتي إياك؟ إن خطرات الفكر، والتقدير، والإعجاب، والتوقير، بل العطف نفسه على موضوع من موضوعاته ليقبل المضاعفة والزيادة كلما تضاعفت تلك الموضوعات وازدادت دون أن يخل ذلك بحق صاحب العطف الأصيل، أو يسوغ له الشكاية من ضرر. وإنه لفي طبيعته من قبيل تلك الألحان العذبة التي توقعينها على المعزف ببراعتك الألمعية، ويستمع لها عشرون، فيغتبطون بسماعها، ولا يغض ذلك من نصيبي الذي تريدين أن يخصني منها، وقد يحق لي إذن أن أطالبك بمنعها أن تصل إلى أذن غير أذني. وسترين على هذا كيف جاوزت بمطالبك حد العدل والنصفة، وزدت عليها إعلان الحرب علي إن لم أذعن لجميع تلك المطالب، ولو أنصفتني لكان من حقي أنا أن أشكو إليك. وها هو ذا ولدي الصغير لم يسمن ولم يكتنز كعهدي بالأطفال في رسومك الرشيقة، بل هو يهزل ويتضوع إلى غذائك المريء الذي تنكرينه عليه أنت أمه الحنون، ثم هأنتذي تتوعدينه بقص جناحيه كي يقعد عن البحث عنه في مكان.
ويخيل إلي أن الحرب التي تشهرينها لا أغنم منها ولا تغنمين، ولما كنت أنا الأضعف وجب علي أن أصنع ما يصنعه الأحكم، وأن أبدأ بطلب الصلح، ولا ضمان لدوام الصلح إلا أن تصاغ شروطه في قالب الإنصاف وتبادل الرضا والموافقة، وهذه هي مواد المعاهدة التي أعرضها للقبول والإبرام:
المادة الأولى:
يتقرر السلام الدائم مع الحب والصداقة بين الطرفين مدام بريون، ومستر فرنكلين.
Halaman tidak diketahui