Benjamin Franklin
بنجامين فرنكلين
Genre-genre
وإنه يرجو أن تظهر منه طبعة مصححة منقحة بعد موته، ويود أن يذكر ما كان حيث يكون في مستقبل الأجيال!
وابتدأ في الثانية والعشرين من عمره بعقيدة في الدين لم تزل تترقى معه إلى أن جاوز الثمانين، ولخص هذه العقيدة في رسالة من جزءين سماها أصول العقيدة وشعائر الديانة
Articles of Belief and Acts of Religion
لم يوجد منها غير جزء واحد هو الذي نترجم منه ما يلي نقلا عن كتاب أقطاب الأدب الأمريكي الذي سبقت الإشارة إليه، وهذا بعض ما جاء فيها:
وإني لأرتفع بخيالي وراء نظم السيارات، ووراء الشموس الثوابت، وأسبح في هذا الفضاء الذي لا نهاية له، وهذه الشموس التي يدور حول كل منها أسراب من السيارات، كسيارتنا الأرضية إلى غير نهاية، فتلوح لي هذه الكرة الصغيرة التي نعيش عليها كأنها العدم حتى في خيالي الكليل، وأرى نفسي إلى جانبها أقل من العدم، فأحس أنني شيء ضئيل لا شأن له ولا خطر، وأحس كذلك أنه لمن الغرور البالغ أن أتوهم أن ذلك الخالق الكامل يحفل بهذا (اللاشيء) الذي يسمى الإنسان، وأنه تحق له من الإنسان العبادة، ولكنه هو جل وعلا فوق ذلك بما لا تحصره العقول.
غير أن الناس جميعا ينطوون على شعور طبيعي يميل بهم إلى القداسة أو إلى التعبد لقوة عظيمة وراء الأبصار، وقد وهب العقل للإنسان بين الأحياء فارتفع به فوق سائر الحيوان الذي نعرفه في دنيانا، ومن ثم يبدو لي أنني مطالب بالواجب علي - كإنسان - أن أتوجه بالصلاة والتعظيم إلى ذلك الكائن العظيم.
وأدرك على هذا أن الإله الصمد قد خلق أربابا لا عداد لها تعلو على الإنسان علوا كبيرا، وتفهم من أسباب كماله ما لا يفهم، وتعيد إليه الثناء والجزاء على النحو المعقول.
كما أنه بين الناس لا يبالي المصور القدير ما يلقاه من ثناء الجهال والأطفال مبالاته بثناء العارفين وذوي الدراية بالتصوير - كذلك الأرباب التي يخلقها الإله الأعظم قد تبقى ولا تفنى، وقد ترتفع من مقام إلى مقام، ويخطر لي أن كل رب منها له الحظ الأوفر من الحكمة والقدرة، وأن كلا منها جعل له منظومة شمسية تدور عليها أسراب من السيارات، وإلى هذا الرب الذي أبدع منظومتنا أتجه بالثناء والتقديس؛ لأنه خليق أن يشتمل على شيء من الطبائع التي أودعنا إياها، ولأنه منحنا العقل الذي ندرك به حكمته في خلقه، فهو لا يزهد في ثناء عباده، ولا يرضى عن الجهل بفضله والاستهانة بمجده.
وأفهم لأسباب كثيرة أنه صالح، ويسعدني أن أظفر بالود من كائن على هذه الصفة من الحكمة والخير والصلاح، فعلي إذن أن أنظر فيما يرضيه، وأبحث عما يوليني منه العون والرعاية.
وأفهم أنه يرضى عن إسعاد خالقه، كما يرضى عن الإقرار بفضله والتوجه بالدعاء إليه، ولا سعادة في الحياة بغير فضيلة، فمما يرضيه إذن أن أتحلى بالفضيلة، فيسعد بمخلوقه السعيد.
Halaman tidak diketahui