Benjamin Franklin
بنجامين فرنكلين
Genre-genre
Jay ، وإن تكن هذه المكافأة زهيدة بالقياس إلى إنعام الملك على مسيو جيرار
Gerard
عند عودته من الديار الأمريكية.
أما في أمري أنا بعد عودتي فما أبعد الاختلاف!
رجعت من إنجلترا سنة 1775 فتفضل الكنجرس علي بوظيفة مدير مصلحة البريد مشكورا على فضله، وهي وظيفة أحسب أن لي بعض الحق فيها منذ توليتها تحت التاج، فأصلحت نظامها وضاعفت مواردها، وتركتها لصهري بعد سفري إلى فرنسا يقوم فيها بوظيفة الوكيل، ولم يمض غير قليل بعد سفري حتى حولت هذه الوظيفة إلى مستر هازارد. وقد عن للإدارة الإنجليزية قبل ذلك أن تحرمني هذه الوظيفة، فحفظت لي الحق في إعفاء رسائلي الصادرة والواردة من الأجر كما جرى العرف في معاملة المديرين الذين يعتزلون الوظيفة لسبب لا يمس كرامتهم. أما في أمريكا، فإن هذا الأجر قد طلب مني وبلغ نحو خمسين جنيها، لكثرة الرسائل التي ترد إلي على اعتباري مديرا سابقا لمصلحة البريد.
ولما أخذت معي حفيدي تمبل إلى فرنسا رأيت - بعد تعليمه الفرنسية - أن أخرجه في دراسة القانون والاشتغال بعمله، ثم استبقيته لعمل السكرتيرية بعد أن وعدت بهذه الوظيفة، وتكررت تجربتي للسكرتيرين، وتكررت خيبة الأمل فيهم، ولم تزل تتكرر بعد عودتي إلى أمريكا، حتى فات الوقت الذي يشتغل فيه بالدراسة المطلوبة، وانتظمت حياته على غير نظامها، فلما رأيت أنه - لطول مرانته في الأعمال الدبلوماسية - جدير بوظائفها، وهو رأي يشاركني فيه ثلاثة من الزملاء، ندبوه بغير طلب مني للعمل معهم خلال المفاوضات في شئون المعاهدات، رشحته في خطاب الكنجرس لوظيفة السكرتيرية، فكان الرد الوحيد الذي تلقيته على هذا الرجاء الوحيد الذي تقدمت به أمرا بوقف التعيين وانتداب الكولنل همفري سكرتيرا في مكانه، وهو سيد قد يكون له العلم بالشئون الحربية كما هو الواقع، ولكنه لم يختبر العمل في الشئون السياسية ولا يعرف الفرنسية، ولا عهد له بالمسلك اللازم في هذه المهمة.
وإنني أفضي بهذا كله إليك - شخصيا - إفضاء صديق إلى صديق؛ لأنني لم أتعود الشكاية العامة، ولا أريد أن ألجأ إليها بعد الآن.
وإنني لو استطعت أن أعلم - مقدما - أن الكنجرس سيعاملني هذه المعاملة التي لا مجاملة فيها ويستكثر علي توجيه الشكر إلي - لم يكن من شأن هذا أن يوهن من عزمي، أو من غيرتي في خدمته وتأييده، وقد أعرف بعض الشيء عن أطوار هذه الهيئات التي تتغير حينا بعد حين، ويأتي فيها خلف لا يعلم ما قد علمه السلف من خدمات أسديت إلى الهيئة، ولا يشعر بواجب الجزاء عليها، مع بعد القائمين بالخدمة في بلاد أجنبية، وإمعان واحد أو اثنين من الحاقدين وذوي النية السيئة في الدس والتأثير على عقول الأعضاء الآخرين، وإن كانوا من أهل الإخلاص، والإنصاف، والمروءة. ولهذا أوثر أن أطوي هذه الخواطر في أطواء النسيان والكتمان.
وإني لألتمس المعذرة منك - يا صديقي - لما جشمتك من متاعب هذا الخطاب، وإذا حاق بك يوما ما يقال عن نسيان بعض الجمهوريات للعاملين في خدمتها؛ فاذكر على الدوام أن لك صديقا قديما تكشف له عن ذات صدرك في شخص الخادم المطيع المتواضع.
فرنكلين
Halaman tidak diketahui