Tanpa Halangan
بلا قيود: تقنيات حررت البشر ودفعتهم لحافة الهاوية
Genre-genre
تعيش إحدى مجموعات الشمبانزي شديدة الضخامة والشراسة في منطقة نجوجو في حديقة كيبالي الوطنية في أوغندا. درس هذه المجموعة فريق من اختصاصيي الرئيسيات الأمريكان في الفترة من 1999م حتى 2008م، فاكتشفوا أن الذكور البالغين من مجموعة نجوجو يشاركون في غارات ممنهجة على أراضي المجموعات المجاورة، للانقضاض على قردة شمبانزي أخرى في هذه المجموعات والقضاء عليها بصفة دورية.
عادة ما تتحرك قردة الشمبانزي في حيزها الحيوي في عصابات محدثة جلبة وصخبا، حيث يمكن للأفراد الانتشار في أنحاء الغابة بعضهم على مسمع من بعض، لكن تغير سلوك قردة شمبانزي منطقة نجوجو للغاية عندما شرعت في شن غارة على أرض مجموعة أخرى.
فبمعدل مرة واحدة كل عشرة إلى أربعة عشر يوما تقريبا، كان يخرج نحو عشرين ذكرا من نجوجو للإغارة على أحد جيرانهم، فكانوا يلزمون الصمت ويسيرون في طابور واحد وهم يعبرون الحدود بين أرضهم وأرض جيرانهم. ومع توغلهم أكثر في «أرض العدو» كانوا يتفحصون بعناية قمم الأشجار بحثا عن آثار للعدو، ويستجيبون في توتر لأقل صوت.
حين كانوا يلقون مجموعة من المدافعين تفوقهم عددا، كان ذكور نجوجو يتفرقون عن صفوفهم ويفرون راجعين إلى أرضهم، لكنهم حين كانوا يصادفون ذكرا سيئ الحظ وحده في الغابة، كانوا يلاحقونه ويقيدونه ويوسعونه ضربا حتى الموت. أما إن وقعت أنثى في الفخ، فكانت دائما ما يطلق سراحها، لكن دائما ما كان يقتل أطفالها ويؤكلون. كانت أغلب حالات قتل شمبانزي نجوجو موجهة لمجموعة بعينها كانت تعيش في الشمال الشرقي، وبعد عدة سنوات من الهجمات انتقلت مجموعة نجوجو إلى جزء كبير من أرض جيرانها واستولت عليها؛ لتتسع مساحة نطاقها الحيوي بنسبة 22 في المئة.
تشيع ممارسة قتل الرضع أيضا بين عدة أنواع من الرئيسيات، وغالبا ما تقع حين ينتزع ذكر جديد السيطرة على حرملك من ذكر مسيطر كان يملكه قبل ذلك. يقتل الذكر الجديد بطريقة ممنهجة كل الرضع الذين أنجبهم سلفه؛ مما يجعل الإناث اللواتي صرن بلا صغار على استعداد للتزاوج مرة أخرى؛ ومن ثم تستأنف الدورة الشبقية والنشاط الجنسي. يستطيع الذكر الجديد المسيطر عن طريق التزاوج مع الإناث الجدد أن ينجب صغارا من صلبه؛ مما يزيد من عدد ذريته؛ وبهذا ينشر جيناته لأقصى درجة ممكنة.
أدوات الرئيسيات وأسلحتها
في شهر أكتوبر من عام 1960، كانت اختصاصية الرئيسيات جين جودول في السنة الأولى من بحثها التاريخي حول سلوك قردة الشمبانزي البرية، حيث أقامت في معسكر مراقبة في محمية طبيعية على ضفاف بحيرة تنجانيقا في شرق أفريقيا. وذات صباح ممطر في أحد أيام شهر أكتوبر، وبينما هي مبتلة ومنهكة من البحث دون جدوى لساعات في الوديان التي غمرتها مياه الأمطار عن شمبانزي حتى تراقبه، رأت بغتة حركة وسط الحشائش الطويلة وركزت منظارها على الموقع. وحين تعرفت على أحد الذكور البالغين في المجموعة التي كانت تدرسها تقدمت بحذر.
كان الذكر البالغ جالسا بجوار عش نمل أبيض، يدخل ساق كلأ طويلة في العش من خلال فتحات الدخول مرارا وتكرارا. وبعد كل مرة كان يخرج الساق وقد صارت مغطاة بالنمل الأبيض المتشبث بها، فيلعق النمل الأبيض من على الساق ويأكله. وعند انحناء طرف الساق كان يقضمه ليصبح لها طرف جديد، أو يتخلص منها ويلتقط ساقا أخرى. وهكذا ظل يتغذى على النمل الأبيض طوال ساعة ثم تجول بعيدا.
أقامت جودول موقع مراقبة بالقرب من عش النمل الأبيض، وسريعا ما تسنى لها مراقبة أفراد آخرين في المجموعة نفسها وهم يبحثون عن النمل الأبيض، غير مقتصرين في ذلك على استخدام سيقان الكلأ القريبة في متناول اليد، وإنما استخدموا أيضا الغصون والأفرع التي جلبوها من على بعد عدة ياردات، وقد تعمدوا إعدادها بنزع الأوراق عنها (انظر شكل
1-4 ).
Halaman tidak diketahui