Tanpa Halangan
بلا قيود: تقنيات حررت البشر ودفعتهم لحافة الهاوية
Genre-genre
كذلك تميز الرئيسيات بين نوعين من الملكية مختلفين اختلافا جوهريا: الملكية الجماعية، والملكية الشخصية. فأرض موطن الجماعة وموارده الطبيعية - يشمل ذلك أشجار النوم وأشجار الفاكهة وأقراص العسل وأعشاش الطيور ومواضع الشرب وما إلى ذلك - تعتبر عامة ملكية جماعية للجماعة ككل، ولأي فرد في الجماعة الحق في استخدامها، لكن عند قطف ثمرة فاكهة محددة، أو صيد حشرة شهية، أو بناء عش من الأغصان في إحدى أشجار النوم، فقطعة الطعام أو هذا العش يصير ملكية للفرد الذي التقطه أو بناه، ونادرا ما يتشاركه مع الآخرين.
تقر كل المجتمعات البشرية بهذين النوعين من الملكية في الممتلكات الشخصية التي تخص الأفراد وحدهم في مقابل الأرض العامة التي يتقاسمها كل أفراد المجتمع (والتي تشمل الشوارع والطرق والحدائق والساحات العامة الأخرى). وأضاف البشر إلى هذين النوعين من الملكية نوعا ثالثا، وهو الملكية العائلية (خاصة الغذاء والمسكن) الذي يتشارك فيه أفراد العائلة، وليس المجتمع كله.
تتنوع جماعات الرئيسيات في الحجم من عدد قليل من الأفراد إلى 150 فردا أو أكثر. هذا التراوح في الحجم هو ذاته الذي وجد بين الجماعات الرحل من الصائدين وجامعي الثمار البشر، التي درسها اختصاصيو علم الإنسان. تقتصر أصغر جماعات الرئيسيات على الأم وابنها، لكن تعيش أغلب أنواع الرئيسيات في جماعات أكبر تضم بالغين وصغارا ورضعا من كلا الجنسين. وبعض الجماعات تتشكل من عدة إناث مع ذكر واحد مسيطر. هذا النمط ينطبق على الغوريلات وقردة اللانجور والقردة الصياحة وقردة البابون.
2
إلا أن ثمة أنواعا أخرى، مثل السعدان الريسوسي والشمبانزي، تعيش في مجموعات من عدة ذكور وإناث. عادة ما ترتبط هذه الأنواع بأمهاتها ارتباطا قويا وطويلا، لكن علاقاتها الجنسية، من وجهة نظرنا البشرية، إباحية؛ أي عرضية جدا وليست مستمرة ولا حصرية.
تتكون كل جماعات الرئيسيات تقريبا من شبكة معقدة من العلاقات التي تربط أفراد الجماعة معا بأربعة أنواع مميزة من العلاقات الاجتماعية، التي هي أيضا لبنات بناء أساسية في كل المجتمعات البشرية. وهذه العلاقات تشمل: (1) علاقة الأمومة بين الأم والذرية. (2) التسلسل الهرمي الاجتماعي الذي يربط بين الأفراد في علاقات من السيطرة والخضوع. (3) الصداقات والتحالفات التي قد تنشأ بين فردين. (4) العلاقات الجنسية التي تتكون بين البالغين من الذكور والإناث ويحافظ عليها.
الأمومة لدى الرئيسيات
غالبا ما تكون علاقة الأمومة أقوى وأشد بين الثدييات مقارنة بالحيوانات الأخرى، والسبب في ذلك ببساطة هو الارتباط الجسدي والعاطفي الذي يتكون أثناء الأسابيع أو الشهور أو السنوات التي تقضيها كل أنثى من الثدييات في رعاية صغيرها، ولأن الرئيسيات متكيفة بوجه خاص على العيش فوق الأشجار؛ فرباط الأمومة بينها أقوى وأبقى من رباط الأمومة داخل أي مجموعة ثديية أخرى . فالأمهات في الرئيسيات وحدهن تقريبا بين الأنواع المتعددة من الثدييات المشيمية لا بد أن يحملن صغارهن معهن، أينما ذهبن، طوال شهور أو سنوات عمرهم الأولى.
يمكن تحديد أسباب هذا العبء الاستثنائي على الأمهات بسهولة؛ حيث إن الرئيسيات متكيفة للعيش على الأشجار، وحيث إن عليها أن تتحرك دائما للبحث عن طعام موسمي تحمله الأشجار؛ فهي لا تستطيع بناء أعشاش أو جحور دائمة. هذا معناه أنها - على عكس الحيوانات الحفارة مثل الفئران أو الأرانب أو الثعالب - لا تستطيع إخفاء صغارها عن الخطر حتى تبلغ السن المناسبة لتترك وحدها. علاوة على ذلك قد تودي زلة أو سقطة واحدة من قمم الأشجار بحياة صغار الرئيسيات بسهولة.
يحتاج القرد أو السعدان الصغير فعليا سنوات من النمو قبل أن يستطيع التحرك بأمان بين قمم الأشجار بمفرده، وحتى ذلك الوقت يظل معتمدا على أمه لتوفر له وسيلة انتقال آمنة من مكان لآخر. وفي هذا اختلاف كبير عن الحيوانات التي تعيش على الأرض، التي يمكن أن تسقط صغارها وتزل مرارا وتكرارا دون أذى أثناء تعلم السير والركض. لهذه الأسباب فإن الاتصال الجسدي الحميم والوثيق بين الأم وصغيرها في الرئيسيات ومدته وأهميته المصيرية يفوق الاتصال الجسدي لدى أي حيوان آخر من الحيوانات العليا.
Halaman tidak diketahui