Permulaan Zaman Ptolemaic
بداءة عصر البطالمة: محاضرة ألقيت في المؤتمر الثامن للمجمع المصري للثقافة العلمية
Genre-genre
29
كما هو الراجح أضاع سعي الحزب الآخر، وذهب بدعايته بددا.
في أوائل سنة 284ق.م نودي «بطلميوس الأصغر» ابن «برنيقية» ملكا في الإسكندرية. والظاهر أن «بطلميوس» لم ينزل عن ملوكيته نزولا تاما، بل أشرك ولده معه في الملك. أما بطلميوس ابن أورديقية، ويكنى قراونوس (187)؛ أي «الصاعقة»، فلم يجد بعد ذلك في مصر مكانا يسعه، فسافر لاجئا إلى بلاط «لوسيماخوس»، وكان قد أصبح ملكا على مقدونيا، وكانت الملكة زوجة لوسيماخوس أختا شقيقة لملك مصر الصغير، وهي «أرسنوية» ابنة بطلميوس من «برنيقية». أما شقيقة بطلميوس قراونوس، «لوسندرا» ابنة بطلميوس من «أورديقية»، فكانت زوجة «أغاثوكلس»، ولي عهد مقدونيا، وأرشد أولاد لوسيماخوس من زوجة سابقة.
وأرادت «أرسنوية»، وكانت في ذلك العهد شابة في الأولى بعد العشرين من عمرها، أن تحتفظ بالعرش لولدها، وكانت من طراز الأميرات المقدونيات، جريئات القلوب محترات الأرواح، اللواتي لن يحجمن عن عمل، مهما كان فيه من عنف وقسوة، إذا كان في الإقدام عليه وتنفيذه ما يقربهن من أغراضهن التي يرمين إليها. وكانت «إقليوفطرا» (188) المعروفة، مثالهن الأخير، فوشت بأغاثوكلس وشاية كاذبة انتهت به إلى الموت قتلا، بعد أن هبط «بطلميوس قراونوس» مقدونيا بفترة وجيزة. وترملت «لوسندرا»، ففرت هاربة إلى بلاط سلوقوس، وفر معها شقيقها «قراونوس»، أو هو لحق بها هنالك. •••
إن ما طمع فيه «سلوقوس» من الاستيلاء على كل الإمبراطورية التي خلفها الإسكندر، قد قرب بين بلاط مصر وبلاط مقدونيا، وحينذاك هبطت مصر شقيقة أغاثوكلس، أو أخته من أبيه: «لوسيماخوس»، وكان اسمها أرسنوية على اسم زوجة أبيها، قادمة من مقدونيا؛ لتتزوج من ملك مصر الفتى.
كانت عواصف القدر تتجمع في جو الدنيا، ولكن بطلميوس الشيخ لم يعش ليرى انفجارها العظيم، فمات وهو في الرابعة بعد الثمانين (283 أو 282ق.م)، ولقد تفرد من بين القواد الذين شيدوا إمبراطورية الإسكندرية بأن يموت في فراشه ميتة طبيعية.
وإن في ذلك دليلا قاطعا على بعد تلك النظرة التي استشف بها مذ كان في بابل حجب أربعين عاما من الزمان، فطلب مصر ورغب عن سواها. •••
عرف الملك الشاب، الذي ارتقى عرش مصر في سنة 283 أو 282ق.م وله من العمر خمس وعشرون عاما، باسم «بطلميوس فيلادلفوس» (189). على أن هذه الكنية لم تطلق عليه حال حياته، فقد عرف عند معاصريه بأنه «بطلميوس بن بطلميوس». ولم يكن لاسم «بطلميوس»، في آذانهم رنة اسم ملكي، انحدر المسمون به من عترة تتابع منها الملوك، بل اسم زعيم مقدوني، قدر له الحظ أن يصبح ملك مصر، ثم انتقل الاسم من الأب إلى الابن. والغالب أن النية لم تتجه في ذلك الوقت إلى أن يتخذ ملوك ذلك البيت جميعا اسم بطلميوس، حتى إذا فرض واستمر أفراده يحكمون أرض مصر متعاقبين. ولقد ورد في بيت «أنطيغونس» أسماء ملكية عديدة، منها أنطيغونس ودمطريوس وفيلبس. وكذلك الحال في بيت «سلوقوس»، فكان منه اثنان: «سلوقوس» و«أنطيوخس»، ثم أضيف إليهما فيما بعد «دمطريوس» و«فيلبس»؛ ليظهر بذلك أن الملوك السلوقيين يمتون بالدم إلى بيت «أنطيغونس». أما تتابع ملوك من بيت «بطلميوس»، يحملون جميعا اسم مؤسس تلك السلالة الملكية، فأمر فيه من المصادفة أثر - قل أم كثر - ثم اتخذ من بعد ذلك سنة مرعية.
30
كان بطلميوس الابن من طابع يختلف عن بطلميوس الأب كل الاختلاف؛ فإن الخور الذي أخذت آثاره تظهر شيئا بعد شيء في كثير من أعقاب ذلك البيت، قد تجلى منه طرف في ابن القائد المقدوني الصلب الشديد المراس. وفي ذلك أسوة بما بين داود وسليمان من فروق؛ فإن المترف ذا النعمة، المفتون بالعقليات والفنون، كان لرجل الحرب خليفة. وقد نشئ بعناية «أسطراطون» (190) أحد أعيان المدرسة الأرسطوطالية، وصنع على عينه. وكان شغف بطلميوس الثاني بعلمي الجغرافية والحيوان صفة نماها استعماق أرسطوطاليس وحواريوه في الدراسات العلمية، وعكوفهم عليها. ومع هذا، فإن إقليم مصر لم يكن قد أثر في حيوية تلك العترة المقدونية ومرتها، فكان أثره في بطلميوس الثاني أقل منه فيمن أتى بعده من الأعقاب.
Halaman tidak diketahui