Permulaan dan Akhir

Najib Mahfuz d. 1427 AH
182

Permulaan dan Akhir

بداية ونهاية

Genre-genre

فقالت بنفس الصوت المتنهد: نعم.

فتردد لحظة ثم تساءل: من هو؟

فسرت في جسدها رعدة وقالت بذل: لا تعذب نفسك ولا تعذبني، سينتهي كل شيء في لحظات. - أكان يعرفني؟

فقالت بعجلة وتوكيد: كلا.

فتردد مرة أخرى وقد تضاعف عذابه ثم تساءل: أول مرة؟!

فعاودتها الرعدة، بيد أنها قالت بتوكيد أيضا: نعم.

فضرب الأرض بقدمه وصاح بها: كيف استسلمت للغواية؟

فغمغمت في عذاب صامت: أمر الشيطان. - أنت الشيطان .. لقد قضيت علينا.

فهتفت في رجاء: كلا .. كلا .. سينتهي كل شيء الآن، ولن يدري أحد. - أتعنين ما تقولين؟ - طبعا. - وإذا ساورك الخوف! - كلا، إن ما ورائي في الحياة أفظع من الموت. - وعادا إلى الصمت وكلاهما يشعر بجهد ونصب، ومضى يمد البصر مع قضبان الترام في حيرة، ثم سألها بلهجة ساخرة: إلى أين نحن ذاهبان ؛ فلعلك أدرى بهذا الحي مني؟

ولم تجب، ولكن تقبضت أساريرها من الألم، ثم لاح لهما ميدان الظاهر فتراءت لعينيهما آثار الحياة والعمران، وترامت لأذنيهما أصوات الأحياء، وجعل ينظر في قلق حتى ثبتت عيناه على صف من التاكسيات فمضى إلى مقدمها، وفتح لها الباب فدخلت ثم دخل وراءها. وفكر قليلا والسائق ينتظر أوامره، ثم قال له بصوت منخفض: جسر الزمالك من فضلك.

Halaman tidak diketahui