Permulaan dan Akhir

Ibn Kathir d. 774 AH
120

Permulaan dan Akhir

البداية والنهاية

Penerbit

مطبعة السعادة

Lokasi Penerbit

القاهرة

Genre-genre

Sejarah
بَيْنَهُ وَبَيْنَ دَلَالَةِ الْقُرْآنِ فَهُوَ خَطَأٌ مَحْضٌ فَإِنَّ الْقُرْآنَ يَقْتَضِي أَنَّ نُوحًا مَكَثَ فِي قَوْمِهِ بَعْدَ الْبِعْثَةِ وَقَبْلَ الطُّوفَانِ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ وَهُمْ ظالِمُونَ ٢٩: ١٤. ثُمَّ اللَّهُ أَعْلَمُ كَمْ عَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ فان كان ما ذكر محفوظا عن ابن عباس من أنه بعث وله أربع مائة وَثَمَانُونَ سَنَةً وَأَنَّهُ عَاشَ بَعْدَ الطُّوفَانِ ثَلَاثَمِائَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً فَيَكُونُ قَدْ عَاشَ عَلَى هَذَا أَلْفَ سَنَةٍ وَسَبْعَمِائَةٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً. وَأَمَّا قَبْرُهُ ﵇ فَرَوَى ابْنُ جَرِيرٍ وَالْأَزْرَقِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ أَوْ غَيْرِهِ مِنَ التَّابِعَيْنِ مُرْسَلًا أَنَّ قَبْرَ نُوحٍ ﵇ بالمسجد الحرام. وهذا أقوى وأثبت من الَّذِي يَذْكُرُهُ كَثِيرٌ مِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ مِنْ أَنَّهُ بِبَلْدَةٍ بِالْبِقَاعِ تُعْرَفُ الْيَوْمَ بِكَرْكِ نُوحٍ وَهُنَاكَ جامع قد بنى بسبب ذلك فيما ذكر والله أعلم قِصَّةُ هُودٍ ﵇ وَهُوَ هُودُ بْنُ شَالَخَ بْنِ أَرْفَخْشَذَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ ﵇ وَيُقَالُ إِنَّ هُودًا هُوَ عَابِرُ بن شالخ ابن ارفخشذ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ. وَيُقَالُ هُودُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحِ بْنِ الْجَارُودِ بْنِ عاد بن عوص بن ارم ابن سَامِ بْنِ نُوحٍ ﵇ ذَكَرَهُ ابْنُ جرير وكان من قبيلة يقال لهم عاد بن عوص بن سام بن نوح وَكَانُوا عَرَبَا يَسْكُنُونَ الْأَحْقَافَ وَهِيَ جِبَالُ الرَّمْلِ وكانت باليمن من عمان وحضر موت بِأَرْضٍ مُطِلَّةٍ عَلَى الْبَحْرِ يُقَالُ لَهَا الشِّحْرُ وَاسْمُ وَادِيهِمْ مُغِيثٌ وَكَانُوا كَثِيرًا مَا يَسْكُنُونَ الْخِيَامَ ذَوَاتِ الْأَعْمِدَةِ الضِّخَامِ كَمَا قَالَ تَعَالَى أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ) ٨٩: ٦- ٧ أي عاد إرم وهم عاد الأولى وأما عاد الثانية فمتأخرة كما سيأتي بيان ذلك في موضعه وأما عاد الأولى فهم عاد (إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها في الْبِلادِ) ٨٩: ٧- ٨ أَيْ مِثْلُ الْقَبِيلَةِ وَقِيلَ مِثْلُ الْعَمَدِ. وَالصَّحِيحُ الْأَوَّلُ كَمَا بَيَّنَّاهُ فِي التَّفْسِيرِ وَمِنْ زَعْمٍ أَنَّ إِرَمَ مَدِينَةٌ تَدُورُ فِي الْأَرْضِ فَتَارَةً فِي الشَّامِ وَتَارَةً فِي الْيَمَنِ وَتَارَةً فِي الْحِجَازِ وَتَارَةً فِي غَيْرِهَا فَقَدْ أَبْعَدَ النُّجْعَةَ وَقَالَ مَا لَا دَلِيلَ عَلَيْهِ وَلَا بُرْهَانَ يُعَوِّلُ عَلَيْهِ وَلَا مُسْتَنَدَ يَرْكَنُ إِلَيْهِ وَفِي صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ فِي حَدِيثِهِ الطَّوِيلِ فِي ذِكْرِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ قَالَ فِيهِ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ مِنَ الْعَرَبِ هُودٌ وَصَالِحٌ وَشُعَيْبٌ وَنَبِيُّكَ يَا أَبَا ذَرٍّ وَيُقَالُ إِنَّ هُودًا ﵇ أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ بِالْعَرَبِيَّةِ وزعم وهب ابن مُنَبِّهٍ أَنَّ أَبَاهُ أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ بِهَا وَقَالَ غَيْرُهُ أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ بِهَا نُوحٌ وَقِيلَ آدَمُ وَهُوَ الْأَشْبَهُ. وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَيُقَالُ لِلْعَرَبِ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَ إِسْمَاعِيلَ ﵇ الْعَرَبُ الْعَارِبَةُ وَهُمْ قَبَائِلُ كَثِيرَةٌ مِنْهُمْ عَادٌ وَثَمُودُ وَجُرْهُمُ وَطَسْمٌ وَجَدِيسُ وَأَمِيمُ وَمَدْيَنُ وَعِمْلَاقُ وَعَبِيلٌ وَجَاسِمٌ وَقَحْطَانُ وَبَنُو يقطن وغيرهم

1 / 120