Bertrand Russell: Pengenalan Ringkas Sangat
برتراند راسل: مقدمة قصيرة جدا
Genre-genre
في بعض هذه المجالات يكون راسل مشاركا من بين مشاركين آخرين؛ فعلى سبيل المثال، لم يكن وحده هو المسئول عن إحداث تغيير جذري في الأخلاق في القرن العشرين. لكنه كان أقرب إلى دائرة الأضواء في حملة نزع السلاح النووي؛ إذ كان من المشاركين في حركة مناهضة الحرب التي نشأت إبان الحرب العالمية الأولى.
ولكن مكانته في الفلسفة محورية، حتى إنه - كما ذكرت في الفصل
الأول - أصبح تقريبا السمة المشتركة في تاريخ الفلسفة. ويواصل خلفاؤه من الفلاسفة عملهم الفلسفي بأسلوبه؛ إذ يتصدون للمشكلات التي حددها أو التي منحها شكلا معاصرا باستخدام الأدوات والأساليب التي ابتكرها، وكلها تنسجم مع الأهداف والافتراضات التي أقرها. ومن دلائل التغلغل غير العادي لتأثيره أن الكثيرين من بين الأجيال الشابة من فلاسفة القرن العشرين نادرا ما يدركون أن الفضل في كل هذا يعود إليه.
قال الفيلسوف جول فييمان إن الفلسفة المعاصرة بدأت بكتاب «مبادئ الرياضيات» من تأليف راسل. والفيلسوف الأمريكي المعروف دبليو في كواين يقتبس هذا القول، ويصوغه في استعارة: فهذا العمل من وجهة نظره هو «جنين فلسفة القرن العشرين» (دبليو في كواين، «تعليقات لندوة تذكارية»، في كتاب «برتراند راسل»، من تأليف بيرز، ص5). وكان كواين نفسه قد انجذب إلى الفلسفة حين قرأ أعمال راسل؛ ففي شبابه تعلم المنطق والعلم والفلسفة لأول مرة من كتب راسل؛ وشعر مثل الكثيرين بقوة الجذب التي تتمتع بها، وأغرته كتبه بدراسة المنطق وفلسفة الرياضيات، ثم بدراسة نظرية المعرفة وفلسفة العلم. كتب كواين: «تردد صدى النبرة العلمية الحقيقية لمنطق راسل في تناوله لنظرية المعرفة فيما يتعلق بالمعرفة الطبيعية. وكان الصدى واضحا لا سيما في عام 1914، في كتاب «معرفتنا بالعالم الخارجي». وأسهم ذلك الكتاب في إشعال حماس بعضنا - وخصوصا رودولف كارناب - بآمال جديدة صوب مذهب الظواهر» (المرجع السابق ص2-3). ويضيف كواين إلى ذلك الكتاب المحاضرات التي تتناول مذهب الذرية المنطقية وكتابي «تحليل العقل» و«تحليل المادة» باعتبارها من الأعمال المشتملة على بذور التطور؛ إنها وثيقة الصلة بالفلسفة العلمية الغربية للقرن العشرين (المرجع السابق). وفلسفة راسل وثيقة الصلة أيضا بالمنطق الذي قدمه - «فاسم راسل ملازم للمنطق الرياضي، الذي يدين له بالكثير» - لا سيما نظرية الأوصاف ونظرية الأنماط.
ابتكر راسل نظرية الأنماط للتغلب على التناقضات الظاهرية التي اكتشفها وهو يحاول إرساء الرياضيات على أسس منطقية. وأثناء جهوده لحل هذه المشكلة ناقش عددا من البدائل، بما فيها بديل كان من قبيل المفارقة له الفضل في تأسيس نظرية المجموعات - في رؤية استنبطها إرنست زيرميلو - التي حلت محل النظرية التي ابتكرها راسل في نهاية الأمر. ولكن نظرية الأنماط التي وضعها كان لها تأثير هائل في الفلسفة. وفكرتها المحفزة استعان بها أتباع الوضعية المنطقية إبان العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين في شن هجومهم على الميتافيزيقا، وطبق جيلبرت رايل رؤية مختلفة منها للتخلص من «أخطاء الفئات»، ومنها الخطأ الذي يمكن أن يقع فيه الشخص بظنه أن جامعة أكسفورد عبارة عن كيان إضافي لكل الكليات والمؤسسات التي تتألف منها الجامعة. وحسب وجهة نظر كواين، أثرت نظرية الأنماط أيضا في إدموند هوسرل، وفي عالمي المنطق البولنديين العظيمين ستانيسلاف ليشنييفسكي وكازيمييش آيدوكيفيتش (كتاب «راسل»، من تأليف بيرز، ص4)، إضافة إلى جوانب أخرى من منطق راسل.
ولا بد من إضافة أهمية نظرية الأوصاف إلى ذلك. يقول كواين:
كانت نظرية الأوصاف المنطقية التي وضعها راسل مهمة من الناحية الفلسفية بفضل علاقتها المباشرة بالمشكلات الفلسفية المتعلقة بالمعنى والإحالة، وبفضل قيمتها التوضيحية كنموذج للتحليل الفلسفي. أنشأت نظرية راسل عن الأنماط المنطقية اتجاهات جديدة في آن واحد في ميتافيزيقا الفئات الوجودية، وفي الوضعية المنطقية المناهضة للميتافيزيقا علاوة على اللغويات البنيوية ، وذلك في نموذج لتطبيق الفلسفة على مجال بعيد. فهل من عجب أن يرى فييمان أعمال راسل في مجال المنطق باعتبارها تبشر بالفلسفة المعاصرة؟ (كتاب «راسل»، من تأليف بيرز، ص4-5)
حين توفي راسل وجه جيلبرت رايل خطاب تأبين إلى الجمعية الأرسطية - وهي أهم ناد فلسفي بريطاني - التي كثيرا ما قرأ فيها راسل أوراقه البحثية بداية من عام 1896. وأشار رايل فيه إلى النواحي التي منحت أعمال راسل - في رأيه - فلسفة القرن العشرين «مسارها بأكمله» (خطبة «برتراند راسل: 1872-1970»، أعيد طبعها في «مجلد برتراند راسل التذكاري»، من تأليف روبرتس). وكان من تلك النواحي «أسلوب جديد من الأعمال الفلسفية أدخله راسل - أعتقد على نحو فردي - إلى سبل الفكر الفلسفي» (المرجع السابق ص16). كان هذا الأسلوب يقوم على استخدام الحالات الصعبة لاختبار الفرضيات الفلسفية، وهو شكل من التجريب المتعلق بالمفاهيم يهدف إلى إخضاع الادعاءات ومفاهيم الفلسفة للفحص الدقيق. فعلى سبيل المثال، يعرض راسل في بحثه المعنون «المنطق الرياضي على أساس نظرية الأنماط» سبعة تناقضات تتطلب حلا تقدمه نظرية كفء، ويقدم الحل كاختبار لكفاءة نظرية الأنماط التي وضعها، وينجح ذلك الحل مع المتناقضات كلها. وأصبح هذا الأسلوب الآن منهجا فلسفيا مألوفا. إن الغرض من ابتكار التجارب الفكرية هو اختبار وجهة نظر ما، كما في الأخلاق، مثلا، حيث يطبق مبدأ ما على مجموعة متنوعة من الحالات التي تزداد صعوبتها لمعرفة ما إذا كان المبدأ يلائمها؛ أو في مناقشات المفهوم الجدلي والميتافيزيقي المهم للهوية الشخصية، حيث تبتكر «اختبارات صمود» لمعرفة ما إذا كان علينا أن نعتبر الأشخاص الذين يدخلونها ويخرجون منها هم «الأشخاص أنفسهم».
شكل 5-1: لودفيج فيتجنشتاين (1889-1951)، تلميذ راسل أثناء دراسته في كامبريدج قبل الحرب.
1
Halaman tidak diketahui