Beirut dan Lubnan Sejak Satu Setengah Abad
بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن
Genre-genre
يتميز الكثير من الشرقيين بأسماء مهنتهم، وكثيرا ما تكون تلك الأسماء سمجة؛ لا يستقبح في الشرق - مثلا - أن ينتسب أحدهم إلى أعور أو كسيح أو أحدب أو مقطوع اليد. وفي أكثر الأحيان يضيفون اسم الأب إلى اسمهم الخاص، وهذا ما يطبق في كثير من البلدان حتى الأوروبية منها؛ وعندئذ يكون علي هو ابن حسن ...
أوهل يقال: إن الشعب المتأخر هو وحده ذو الاعتقادات الباطلة؟ إن الرجال الذين حرموا الثقافة لا هم لهم إلا اقتفاء آثار غيرهم؛ فليس الذنب - إذن - ذنب هؤلاء، ولكن المسئولين عنهم - أي كبارهم - هم المذنبون؛ فهم الذين يرسخون في أذهانهم هذه الأوهام والنقائص.
ترى، هل الشعب الساذج هو الذي يؤلف تلك الحلقات التي يردد فيها الرجال - وهم وقوف بشكل دائرة - كلمة: الله! الله! ويظلون يفعلون ذلك حتى تتلاشى قواهم وتختنق أصواتهم، ثم يستأنفون العمل بأنغام موقعة على انحناءات الجسم، ذات اليمين وذات الشمال، والخلف والأمام، مرددين غناء الشيخ الواقف خارج الحلقة؟ وعندما يغادر المدينة درويش، اشتهر بالتقوى، ليقوم بزيارة أحد المزارات في الضواحي - وعند المسلمين أماكن عبادة في أكثر النواحي - نرى الشعب يسارع إلى لقياه ليرتمي تحت نعال فرسه حائلا بينه وبين وطء الأرض، فيمر على أجساد هؤلاء المؤمنين الذين يتقبلون البركة من أطراف قوائم الحيوان الأربع.
إن أشراف المسلمين يدعون أيضا صغارهم للتهافت على هؤلاء الشيوخ؛ لأنهم يرغبون هم أيضا في الاستفادة من المناسبات المؤاتية.
إني لم أحاول معرفة المقدار الذي تحتله الشعوذة في هذه الأنواع من المعجزات، ولكن يجب ألا نعزو كل شيء إلى التعصب. ومع ذلك فلم تكن تهمني معرفة الأساليب التي تتبع في تمثيل هذه المهزلة.
رغبت في أن أشاهد معجزة كانت تحدث كل عام في دير للروم قرب طرابلس، إلا أني عندما علمت أنها ناتجة عن تفاعل أشعة الشمس، التي كانت تنفذ من ثقب طاقة مغلقة إلى الكنيسة الشديدة الظلام، أحببت أن أبين ذلك للذين كانوا يعتقدون بأني سأرجع عن ضلالي وأهتدي إلى دينهم القويم فور رؤيتها. إلا أن ذلك كله لم يجدني نفعا؛ فكل ما قلته لهم قد جعلني في أعينهم أشد إلحادا وكفرا.
إن القسم النفساني في الديانة المحمدية المتعلق بالرضوخ لأحكام العناية هو جدير حقا بإعجاب الفيلسوف؛ فتسليمهم لمشيئة الله يبدو بوجه خاص في أجلى مظاهره حين انتشار وباء الطاعون؛ فهم لا يتزحزحون، بل يثبتون في وجه الخطر الذي يهددهم مهما يكن عدد ضحايا هذه الكارثة.
أنبأني مسلم أعرفه أن عائلته كلها أصيبت بهذا الوباء. وعندما طلبت إليه أن يحتاط للأمر، أجاب: لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، ثم عاد إلى منزله ولم يبرحه بعد ذلك، كأن هذا الانقطاع هو اتقاء الخطر.
أوليس بإمكاننا أن نعزو هذا الانقياد الأعمى أو هذه اللامبالاة إلى الجهل أكثر منها للتقوى؟ إنه يجب علينا أيضا أن نتهم المخيلة التي تعمل عملها الخطير في هذا المضمار؛ فإننا لا نخشى خطرا نجهله.
إن الشواهد المتعددة على الأشخاص الذين ينجون من الطاعون رغم توافر عناصر العدوى التي تعرضهم له، والشواهد الأخرى على عدد كبير من الرجال لم يموتوا بعد أن أصيبوا به، هي التي مكنت في مخيلتهم الاعتقاد بالقدر؛ هذا الاعتقاد الذي جعل الجهل جذوره راسخة في النفوس، ثم عمل باستمرار في تقويتها. ولا تنس ما في طبيعة الرجل العامي من الميل إلى تجسيم ما يكون صغيرا بحد ذاته وتكبيره.
Halaman tidak diketahui