222

Beirut dan Lubnan Sejak Satu Setengah Abad

بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن

Genre-genre

ومع ذلك فالرجل لا يتقلد الحكم إلا بفضل غزواته وفتوحاته؛ فهو يتنعم ولا يملك. إنه لا يستطيع المحافظة على سلطانه إلا بهذه المساعي التي تتجدد دائما. وإذا ما وقف عدوانه ذوى كل شيء، وفسد وتبدل وعاد إلى مجراه الطبيعي. إن الطبيعة لتستعيد حقوقها وتمحو أعمال الإنسان وتكسو أشد آثاره تيها وزهوا بالغبار والطحلب، ثم تدك معالمها كلما تقادم العهد، فتترك في نفس ذلك الجائر ندما وحسرة على اعتدائه على آثار أسلافه. وهذه الأيام لا بل القرون البربرية التي يضيع فيها الإنسان ملكه، ويفنى فيها كل شيء، لا يسببها غير الحروب، ولا تكون إلا في سني الجدب والقحط، والهجرة التي تقفر البلاد. لا يستطيع الإنسان أن يعمل إلا متكتلا، ولا يقوى إلا بتكاتفه، ولا يسعد إلا بالسلم. إنه يهلع ويجزع إذا ما فكر بحمل السلاح والقتال اللذين يجران عليه الخراب والويل والتعاسة. وعندما يحرضه نهمه الذي لا يشبع، ويعميه طمعه الجشع، يتناسى شعوره الإنساني، ويوجه قواه إلى نفسه، ويحاول أن يتفانى لا بل أن يفنى حقا. وبعد الأيام الدامية والمذابح يرى بعين كئيبة - عندما يتبدد دخان النصر - الأرض مقفرة، والفنون مدمرة، والشعوب مبعثرة، والأمم ضعيفة، وسعادته الشخصية محطمة، وقوته الحقيقية مضمحلة.

2

هوامش

الفصل الثامن والعشرون

تابع الآثار القديمة في لبنان، وادي البقاع، دير مار سمعان، عنجر، النبي زور، النبي نوح، زحلة. ***

عندما تركت بعلبك أحببت أن أسير في لحف الجبال المناوحة للبنان كي لا أدع شيئا ورائي له بعض الأهمية،؛ فشاهدت رصيفا قديما تتكون منه طريق بعلبك التي تؤدي إلى صور وصيدا. وهذا الرصيف رفع عاليا ليستطاع المرور عليه - أثناء فصول الشتاء الممطرة - حين تكون أراضي البقاع مغمورة بالمياه.

إن أنقاض دير مار سمعان ليست بذات طابع خاص، وهي تدل على مكان مؤسسة دينية مسيحية حلت على الأرجح محل هياكل كرست لعبادات أخرى، وذلك شأن الشعوب المتعاقبة؛ فإن تقواها تدفعها إلى هذا العمل فيحل المعبود المقبل محل المدبر.

تنبئ تقاليد البلاد عن وجود عدة قرى من أصل فرنسي، تقع عند أقدام الجبال المناوحة للبنان. والقرية التي زرتها لأنها تسمى «عنجر الفرنسية»، يحيط بها سور محصن ببرج. بنى هذه البلدة المحاربون الصليبيون عندما طردوا من الأرض المقدسة.

1

ومع أني لم أتوصل إلى اكتشاف أي أثر يثبت صحة الرواية التقليدية، كنت مقتنعا كل الاقتناع بصحتها. إن طراز بناء قرية عنجر لا يمكن أن يكون إغريقيا ولا رومانيا أو عربيا؛ ولهذا لا يصح لأن تنسب إلا إلى الأوروبيين. أما القناة التي تجر مياه أحد الينابيع إلى القرية والقصر فجديرة حقا بالاهتمام.

Halaman tidak diketahui