Beirut dan Lubnan Sejak Satu Setengah Abad
بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن
Genre-genre
يتألف ذلك المعجون الذي يعدونه من غدد النبتة المسماة «آذان الأرنب»، ومن ثمرة شجرة اللبنى، ومن الرماد. تمزج جميعا وتدق، ثم توضع في سلال وتغمس عدة مرات في المياه حتى يذوب هذا الخليط بكامله. إن ثمر اللبنى اسمه «جوز» في لغة العوام.
إن هنالك فريقا من الأوروبيين الذين يستخدمون جوز القيء لصيد الأسماك، وعلى الأخص عند مجاري الأنهار، فعندما يبلغ هذا الدواء القاتل خياشيم السمكة تصعد إلى وجه المياه فاقدة الوعي، فيطلق عليها الصياد اليقظ النار (تروبيل)؛ إذ لا يمكنه تصيدها بغير ذلك؛ لأنها لا تلبث أن تغوص فورا.
وفوق ينبوع نهر بيروت يقوم دير القلعة، وقد سمي كذلك لأنه شيد والكنيسة على أطلال هيكل قديم. والعرب يطلقون اسم القلعة أو الحصن على جميع أنقاض العصور القديمة الضخمة.
وهذا الدير الماروني الواقع على قمة جبل تبعد مسافة ثلاث ساعات من بيروت، والذي يتسع لما يقارب العشرين راهبا، يتمتع بأنقى هواء. لا شيء يحول دون رؤيته؛ فهو يرى من مكان بعيد جدا. والكنيسة شيدت منذ خمس وسبعين سنة في فسحة تقارب ثلثي الفسحة التي قام عليها الهيكل القديم المكرس، حسبما أنبأتنا المخطوطات العديدة، لجوبيتر بعل مرقد.
وفي الجهة الشمالية لهذا الهيكل قامت قديما مدينة صغيرة أطلق عليها هذا الاسم، والقرية التي تقابل هذا الدير تسمى بيت مري، إن منازلها مشيدة بأنقاض المدينة لأننا نجد في بعضها حجارة ضخمة وحطام المنحوتات والنقوش. إن أساسات هيكل جوبيتر القديمة شيدت على قطعة من صخور منحدرة ومقطوعة بإتقان، يبلغ طولها اثنين وثلاثين مترا وستة عشر سنتيمترا، أما عرضها فثلاثة عشر مترا وثلاثة وسبعون سنتيمترا. كان الرواق يتألف من ثمانية أعمدة ضخمة من الصوان الأبيض تقوم على صفين. لا تزال أربعة منها قائمة، ويبلغ إطار الواحد منها نحو ستة أمتار. وإذا حكمنا وفقا لما تدل عليه قواعدها فيمكننا القول إن تاريخها يرقى إلى العصر الذهبي. وهنالك بعض أعمدة صغيرة مبعثرة استخدمت وتيجانها لبناء الدير وملحقاته، وهي كتلك عتقا.
ليست الأنقاض نادرة في هذا المكان؛ فعلى مسافة مائة قدم من الدير نجد - في الجهة الشمالية - أطلالا عديدة تدل على آثار هيكلين يرجعان إلى عهد قديم جدا، يدلان على أنهما اندثرا قبل عهد جوبيتر. إن أحدهما مربع الحجم ويرتفع عن الأرض مترا واحدا، ويصعد إليه في درج يبلغ عرضه ستة أمتار، وفي وسطه صخرة قامت، ولا شك، قاعدة عليها، وهو مكرس على اسم جينون، يبلغ ارتفاع الباب ثلاثة أمتار و22 سنتيمترا، أما الجدران فمبنية بحجارة حجم الواحد منها متر مربع، ومع ذلك نجد بينها حجارة طولها ثلاثة أمتار وثلاثين سنتيمترا، وعرضها أربعة أمتار. إن الأعمدة التي نجدها بين هذه الأنقاض يبلغ حجمها ثلاثة أمتار وأربعة وسبعين سنتيمترا، وقطرها 47 سنتيمترا.
ونجد أيضا قاعدة يزينها في وسطها إكليل من الأوراق في نصفه وردة، وبين هذه الأنقاض نرى أرحاء للطحن يبلغ قطرها مترا وخمسة وستين سنتيمترا، ونجد هنا وهنالك حجارة وأجانات تستخدم اليوم أجرانا.
وبين هذه الأطلال وفقت إلى اكتشاف بعض الرسوم التي حفرت لتجميل بناء الهيكل. وعلى يمين هذه الأنقاض ويسارها، نجد عددا لا يستهان به من النواويس المنحولة في الصخور، وهي ذات اتساعات مختلفة.
وفي منحنى الجبل للجهة الغربية، ابتداء من القمة حتى قعر الوادي، كتل ضخمة من الصخور مختلفة الأشكال. وأغلب الظن أن المقلع الذي اقتطعت منه الأعمدة وحجارة الهيكل وأبنية بعل مرقد الجميلة كان هناك.
إن مياه هذه المدينة والهيكل كانت تأتي من ينبوع يبعد عنها مسافة ثلاث ساعات بواسطة مجرى حجري، لا نزال نرى آثاره ممتدة على طول الطريق في حالة زرية، وسيبقى هكذا إلى الأبد بفضل تغافل القرويين.
Halaman tidak diketahui