Beirut dan Lubnan Sejak Satu Setengah Abad
بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن
Genre-genre
وهكذا، فإذا حذفت الحروف التي تتشابه في اللفظ مثل: ت، ط، ض، ظ، س، ص، ز، ذ، والتي تجعل عدد الحروف العربية 28 حرفا، أكون قد أعدتها إلى العدد نفسه الذي هي عليه ألفباء اليونان. وإذا شئنا أن نعيدها إلى الفينيقية فيجب حذف العين والغين والهاء والكاف والشين؛ هذه الحروف التي دعت الضرورة إلى اختراعها، واختراع الثمانية الأخرى المذكورة سابقا لتكسب اللغة العربية طلاوة.
يقول السيد كور دي كابلين:
3 «إن التلفظ بالكلمات كان نتيجة طبيعية لتركيب الجهاز الصوتي، وإنه منذ البدء تلفظ الناس بكل الكلمات الأولى التي تصور بطبيعتها الأشياء، وتعبر عن إحساسات وتفكيرات.»
لقد فتشت في جميع أنحاء سوريا عن مكان يطابق اسمه التقليدي «أرجو» - اسم البارجة التي ركبها أوجيكاس - فلم أجد سوى عرجس قرب طرابلس.
ويحدثنا التاريخ «أنها حفظت في هيكل شيد خصوصا لهذه الغاية في جبل لبنان تذكارا لقدوم أوجيكاس، وأن هذا الهيكل سمي أرجو.»
إننا ندهش إذ لا نشاهد في بيروت أثرا خليقا بعظمة هذه المدينة؛ فما يجده الرحالة اليوم تافه جدا بالنظر لما كان ينتظر أن يراه فيها. فبقليل من الخيال والاستعانة بالأعمدة الباقية، نجد - إذا ما اتجهنا صوب الشرق، ابتداء من الأعمدة التي ما تزال منتصبة في المسجد المحمدي الصغير المسمى ب «الرجال الأربعين» - آثار هيكل قد تكون هذه الصفوف من الأعمدة تؤلف أروقته. وإذا حكمنا - بالقياس - على صف الأعمدة القائمة وحدها، وعلى الكثير المرتمي على مقربة منها، نستنتج - ولا ريب - أن هذا الهيكل كان فسيحا جدا. وإني أقول - وهذا رأيي الخاص - إن الأعمدة الباقية هي أعمدة الجهة الشمالية؛ إذ لا نزال نجد عدة أعمدة من الصوان، من الحجم نفسه، في ناحية تحمل على الافتراض أن الرواق الجنوبي كان يبتدئ بها. إن الأعمدة الموجودة على طريق باب الدركة وبرج الكشاف تتخللها مساحات صحيحة القياس تحملنا على الاعتقاد بأنها لا تزال في المكان نفسه الذي احتلته في هذه البنية.
إن باب الدركة يعلوه حجر ضخم مزين بالرسوم وقد حفرت عليه مخطوطة العمود. وهو - فيما عدا ذلك - يصلح مقياسا لمساحة الهيكل. أما المخطوطة فقد أخذت صورة عنها، إلا أنها غير واضحة.
وعلى مقربة من المكان الذي يسمونه المرفأ الصغير نجد بناء في شكل نصف دائرة لم يبق منه سوى أساساته، ويظن أنه كان ملهى يرتادونه في النهار.
ونرى هنا وهنالك نواويس صنعت من مواد مختلفة وصخورا اقتلعت من ضواحي بيروت وحفرت - كما قلت - لتستعمل مدافن.
أما بقايا البناية القديمة التي تقع على مقربة من المكان الذي يزعمون أنه المكان الذي صرع فيه مار جرجس التنين، فهي تحوي أيضا مدافن صغيرة: اثنان منها للجهة الشمالية في الأسفل، والثالث محفور تحتهما ويقطعهما طولا. وهذه البناية ذات شكل غريب، يظن لأول وهلة أنها مهيأة لعمل مائي؛ فأنابيب الفخار التي وضعت فيها تدل على أنها كانت معدة لجر المياه. إلا أنه يفهم - عند رؤية المجاري عن كثب - أنها لم توضع هنالك إلا للزينة؛ لأن عمقها يراوح بين 18 و20 سنتيمترا، وهي مسدودة من الداخل. وهناك قسم باق من حائط سور بيروت بني بحجارة يدل شكلها ولونها على قدمها.
Halaman tidak diketahui