Beirut dan Lubnan Sejak Satu Setengah Abad
بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن
Genre-genre
فالإسكندرونة هي قرية يسكنها حوالي 200 شخص تقريبا. أما بيروت فعدد سكانها يراوح بين 15 و16 ألف شخص، ناهيك بأن موقع الإسكندرونة غير موافق من جميع نواحيه؛ فهواها أكثر الهواء فسادا، ومجاورتها لباياس وجبل الجياور تجعلها خطرة جدا، فضلا عن أنه لا يستطاع نقل البضائع الكثيرة إليها؛ إذ لا مستودعات فيها ولا مخازن. وهي تكاد تكون بلدا قفرا لأن ضواحيها غير مأهولة.
أما بيروت فتتمتع بمناخ صحي جدا، ومركزها أكثر المراكز هدوءا وأمنا، وهي تقع في نقطة مأهولة من لبنان، كثيرة الاستهلاك، حتى إن البعض من أهاليها الميسورين يتعاطون أعمال التجارة في مرسيليا. ولا ننس قربها من البلد الذي ينتج الكثير من الحرير الممتاز.
ولبيروت أسبقية على حلب في القيام ببيوعات ذات آجال معينة؛ فحلول موسم الحرير هو الوقت الذي تستحق فيه جميع الأموال. إن من يبيعون تفاريق (بالمفرق) يقبضون المبالغ التي أسلفوها، ويدفعونها إلى من ابتاعوا حاجياتهم منهم، وهؤلاء بدورهم يولفون من هذه المبالغ، المضافة إلى منتوجات موسمهم، الكميات التي تعهدوا بها للتجار.
أما في حلب أو الشام فكثيرا ما يتجاوز وقت الدفع آجاله المضروبة؛ كما أن القوافل لا تصل في مواقيت دقيقة، وهي معرضة إلى أخطار قلما تنجو منها. والذين يقطنون حلب يعرفون أن أثمان المبيعات لا تقبض كاملة إلا بعد انقضاء عشرين أو ثلاثين شهرا. أما في بيروت فالسندات تدفع حين الاستحقاق.
وبيروت تنتج من الحرير ما يبلغ ثمنه مليوني فرنك، بينما دمشق لا تنتج إلا قليلا من الإزارات.
حاول الإنكليز مرارا أن يستقروا في دمشق، ثم اضطروا إلى العدول عن ذلك. نعم، إن دار قنصليتهم لا تزال قائمة فيها حتى اليوم، ولكنها لم تعد قنصلية عامة بعدما تمت المواصلات مع الهند عن هذه الطريق. فلو كان الأمر ذا أهمية - كما يزعم أنصار دمشق - لما بخل الإنكليز عليها بقنصل ذي درجة عالية. ولقد أنشأت فرنسا أيضا في دمشق قنصلية من الطراز الأول أملا باجتذاب التجارة الفرنسية إليها. إلا أن هذا العمل لم يسفر عن نتيجة طيبة، مع أن موفدنا هناك كان السيد م. بودان؛ فليس إذن عدم الحماية هو الذي كان يحول دون استقرار مواطنينا في دمشق.
استخفت الإنكليز خطة تقوم على أساس واه، فأخفقوا في تحقيقها. فإذا ما طالعنا بيان غرفة التجارة في مرسيليا،
1
نقرأ في الباب المتعلق بصيدا وتوابعها:
إن عكا وصور وصيدا ويافا والرامة تؤلف جزءا من هذه الإسكلة.
Halaman tidak diketahui