رمقته متسائلا؛ فأشار إلى الجزء الأسفل من الصفحة، ومضى إلى المطبخ.
كان ثمة نبأ عن وصول وفد عسكري مصري إلى السعودية في زيارة سرية للتنسيق المشترك مع الولايات المتحدة. ونبأ آخر عن حفل تأبين يقام ظهر اليوم في إحدى كنائس الحمرا بعد الانتهاء من تشييع جنازة بشير عبيد وكمال خير بك. وفي زاوية بنهاية الصفحة، وجدت ما عناه وديع تحت عنوان: «انفجار مدو في الفجر».
كان النبأ موجزا للغاية؛ مفاده أن شحنة ناسفة انفجرت في الفجر بدار النشر التي يملكها عدنان الصباغ، فأصابتها بأضرار جسيمة، ولم يصب أحد.
جلست على أقرب مقعد، وأعدت قراءة الخبر ثم رفعت عيني إلى وديع الذي كان يضع صينية الإفطار على الطاولة.
سألته: من تظنه فعلها؟
هز كتفيه وأجاب: أي واحد، خذ عندك من العراقيين والسوريين والأردنيين إلى الشيعة والإسرائيليين والليبيين ... إلخ، إلخ. - هل عدنان مرتبط بجهة معينة؟ - الإجابة صعبة؛ فقد مضى العهد الذي كان الواحد يرتبط فيه بجهة محددة. الكل الآن ينوعون ارتباطاتهم تحسبا للمفاجآت. - لكن لماذا ينسفون الدار وهم يعرفون بالتأكيد أنه ليس بها؟
قال وهو يصب الشاي من إناء خزفي ملون: ربما القصد هو التأديب أو الإنذار.
تأملت الصينية التي حفلت، على الطريقة اللبنانية، بألوان عديدة من المأكولات، من البيض المسلوق إلى الزيتون الأخضر والأسود واللبنة والمربى والزعتر المخلوط بزيت الزيتون.
استطرد: على أي حال هو أحسن حظا من سليم اللوزي الذي اختطفه السوريون وحرقوا يديه قبل أن يقتلوه.
تساءلت: ترى كيف يكون وقع الأمر عليه عندما يرى ما حدث للدار؟
Halaman tidak diketahui